السعودية تعلن رسمياً إغلاق هذا المنفذ الدولي ولن يستقبل أي حاج بعد اليوم

في مشهد مهيب يجسد عظمة الجهود السعودية في خدمة ضيوف بيت الله الحرام، استقبل ميناء جدة الإسلامي اليوم آخر أفواج الحجاج القادمين بحر إلى المملكة العربية السعودية، إيذان بانتهاء مرحلة الوصول البحري لموسم الحج لعام 1446 هـ.

السعودية تعلن رسمياً إغلاق هذا المنفذ الدولي 

ويعد هذا الميناء أحد أبرز المنافذ البحرية في العالم الإسلامي، نظرا لموقعه الاستراتيجي على ساحل البحر الأحمر، وتاريخه العريق في استقبال أفواج الحجيج منذ قرون.

جاهزية تشغيلية متكاملة

أثمرت الاستعدادات المبكرة التي قادتها الهيئة العامة للموانئ (موانئ) عن تنفيذ خطة تشغيلية متكاملة، هدفت إلى تقديم تجربة ميسرة وآمنة لضيوف الرحمن.

وقد تم ذلك بالتنسيق مع مختلف الجهات الحكومية وشركاء منظومة النقل والخدمات اللوجستية، من أجل ضمان سلاسة الحركة وكفاءة الإجراءات منذ لحظة وصول الحاج إلى رصيف الميناء وحتى انتقاله إلى المشاعر المقدسة.

خدمات ميدانية متطورة

تضمنت الخطة التنفيذية تجهيزات لوجستية وفنية استثنائية، شملت ما يلي:

• أكثر من 100 نقطة لخدمة الجوازات لتسريع عمليات الدخول وتسهيل حركة الحجاج.
• 300 عربة لنقل الأمتعة مباشرة من السفن إلى مواقع التفويج لتقليل الجهد والوقت.
• 9 قاطرات بحرية لتوجيه السفن وترصيفها بدقة عالية.
• 12 قطعة بحرية مساندة لدعم العمليات البحرية وضمان سلامة السفن.
• 24 دورية أمن وسلامة تعمل على مدار الساعة لضمان الأمن والانضباط في محيط الميناء.
• 13 سيارة إسعاف وإطفاء للتدخل السريع في الحالات الطارئة.
• 11 مرفق صحي وطبي مجهز بأحدث التجهيزات لخدمة الحجاج المحتاجين للرعاية الطبية.
• صالتان فسيحتان للقدوم والمغادرة تستوعبان أكثر من 5000 حاج في نفس الوقت، مزودتان بمقاعد مريحة، وخدمات متكاملة تشمل المياه، التهوية، والمرافق الخاصة بكبار السن.

مبادرات نوعية تحدث نقلة في تجربة الحاج البحرية

في إطار تحسين جودة الخدمات المقدمة، أطلقت "موانئ" ثلاث مبادرات مبتكرة هذا العام، أحدثت نقلة نوعية في تجربة الحجاج القادمين بحر:

• خدمة "حاج بلا حقيبة"
  • تعنى هذه المبادرة بنقل أمتعة الحجاج مباشرة من السفينة إلى الحافلات، بعد انتهاء الفحص الجمركي، دون الحاجة للمرور على السيور التقليدية، ما يقلل وقت الانتظار ويوفر راحة بدنية كبيرة للحجاج، خاصة كبار السن.
• مبادرة "غادر بلا أمتعة"
  • تمكن هذه الخدمة الحجاج من مغادرة المملكة بكل يسر ودون الحاجة لحمل الأمتعة، حيث ترسل حقائبهم إلى وكلائهم الملاحيين قبل المغادرة بـ48 ساعة، مما يخفف عنهم عناء التنقل بالأمتعة خلال المراحل الأخيرة من رحلتهم.
• "طريق مواشي الهدي والأضاحي"
  • تم تخصيص مسارات بحرية وبرية منظمة لنقل المواشي الخاصة بشعيرة الهدي والأضاحي من الميناء مباشرة إلى مكة المكرمة، ما يسهم في تنظيم حركة الشاحنات، وضمان وصول الأنعام في الوقت المحدد، مع الحفاظ على أعلى معايير السلامة والنظافة.

كرم ضيافة وتنظيم مبهر.

أشاد العديد من الحجاج القادمين عبر البحر بحسن الاستقبال، والتنظيم الدقيق، وسرعة الإجراءات التي مروا بها منذ لحظة نزولهم من السفينة.

وأكدوا أن التجربة كانت مريحة وسلسة للغاية، تعكس حجم الجهود التي تبذلها المملكة في سبيل توفير أفضل سبل الراحة والطمأنينة لحجاج بيت الله الحرام.

ميناء جدة الإسلامي

من جهته، أكد عدد من مسؤولي النقل البحري في المملكة أن ميناء جدة الإسلامي أصبح نموذج عالمي يحتذى به في إدارة التفويج البحري للحجاج، لما يملكه من بنية تحتية متقدمة، وكوادر بشرية ذات كفاءة عالية، وأنظمة ذكية تسهّل عمليات الدخول والمغادرة.

كما أن هذه الإنجازات تمثل ترجمة حقيقية لتوجهات المملكة نحو تحقيق رؤية السعودية 2030، التي تضع خدمة ضيوف الرحمن في صميم أولوياتها الوطنية.

المملكة تواصل أداء رسالتها التاريخية في خدمة الحجاج

ما قامت به المملكة من تجهيزات وتنظيم واستحداث مبادرات جديدة في ميناء جدة الإسلامي لا يعد إلا جزء من رسالة المملكة الخالدة في خدمة الإسلام والمسلمين، وتأكيد على التزامها العميق تجاه حجاج بيت الله الحرام، سعي لتوفير بيئة روحانية يسودها الأمان والطمأنينة، وتجربة إيمانية لا تُنسى.