المسند يحدد وقت قياس درجة الحرارة الكبرى والصغرى وسبب الفرق الكبير بينها

المسند يحدد وقت قياس درجة الحرارة الكبرى والصغرى وسبب الفرق الكبير بينها
  • آخر تحديث

قد لا يدرك كثيرون أن درجتي الحرارة العظمى والصغرى اللتين تعلن يوميا في نشرات الطقس، تخضعان لتعريفات علمية دقيقة، ولا تمثلان بالضرورة ما يشعر به الإنسان على أرض الواقع.

المسند يحدد وقت قياس درجة الحرارة الكبرى والصغرى وسبب الفرق الكبير بينها 

وفي هذا السياق، أوضح الدكتور عبدالله المسند، أستاذ المناخ السابق بجامعة القصيم، الفرق الجوهري بين هاتين الدرجتين، إلى جانب الأسباب التي تجعل الشعور بدرجة الحرارة يختلف عن الرقم المُعلن.

ما المقصود بدرجة الحرارة العظمى؟

تعرف درجة الحرارة العظمى بأنها أعلى درجة حرارة تسجل خلال فترة 24 ساعة، وغالبا ما يتم رصدها في الفترة ما بين الساعة الثانية والرابعة عصرا.

في هذا الوقت من اليوم، تكون الأرض قد امتصت القدر الأكبر من حرارة الشمس، مما يؤدي إلى بلوغ درجة السطح الجوي المحيط أقصى مستوى حراري له.

وماذا عن درجة الحرارة الصغرى؟

في المقابل، فإن درجة الحرارة الصغرى هي أدنى قيمة تسجل في اليوم، وغالبا ما تقع قبيل شروق الشمس مباشرة، حيث تكون الأرض قد فقدت معظم الحرارة التي امتصتها خلال النهار، دون أن تكون الشمس قد بدأت في تسخين السطح من جديد، وهذا يفسر برودة الصباح الباكر مقارنة ببقية ساعات اليوم.

كيف تقاس درجات الحرارة علميا؟

أوضح الدكتور المسند أن قياس درجات الحرارة لا يتم عشوائيا، بل يعتمد على أجهزة حرارية دقيقة تثبت داخل صندوق خشبي خاص يعرف باسم "صندوق ستيفنسون"، ويثبت على ارتفاع مترين من سطح الأرض، بحيث يكون معزول عن التأثير المباشر لأشعة الشمس أو الأمطار أو الرياح المباشرة، هذا التصميم يضمن قراءات معيارية تستخدم في الأرصاد الجوية حول العالم.

الإحساس الحراري لا يساوي درجة الحرارة المعلنة

رغم دقة الأجهزة وصرامة المعايير، فإن ما يشعر به الإنسان من حرارة أو برودة قد يختلف كثيرًا عن الأرقام التي تعلنها مراكز الأرصاد.

ويوضح المسند أن هذا الفرق يعود إلى عوامل خارجية تؤثر مباشرة على الإحساس الحراري، منها:

  • الرطوبة: ارتفاع نسبة الرطوبة يجعل الإنسان يشعر بدرجة حرارة أعلى في الصيف، وأبرد في الشتاء.
  • الرياح: الرياح النشطة قد تعزز الشعور بالبرودة في الأجواء الباردة، خاصة عندما تكون جافة.
  • التعرض لأشعة الشمس المباشرة: التواجد تحت أشعة الشمس يزيد من الإحساس الفوري بالحرارة، مقارنة بالبقاء في الظل.
  • الموقع الجغرافي والبيئة المحيطة: الأماكن المفتوحة أو الصحراوية تختلف عن المناطق المظللة أو المبنية.

القيم الرسمية في مقابل الواقع الحسي

اختتم الدكتور المسند توضيحاته بالتأكيد على أن الجهات المختصة تعلن القيم المعيارية الرسمية فقط، وهي تلك التي يتم تسجيلها من خلال الأدوات المعتمدة وبالطرق العلمية المعروفة.

أما الاختلاف في الإحساس الشخصي بدرجات الحرارة، فيبقى مرهون بالعوامل المتغيرة في البيئة اليومية التي يعيش فيها الإنسان.

يبقى الفهم العلمي الدقيق للفروق بين القياسات المناخية والإحساس البشري عنصر أساسي في تفسير سبب تفاوت إدراك الناس لدرجات الحرارة، رغم استناد النشرات الجوية إلى بيانات موثوقة.

وفي ضوء هذه المعلومات، يمكن للمتابعين أن يحسنوا قراءة البيانات المناخية ويأخذوا بالحسبان المتغيرات البيئية التي تؤثر على شعورهم اليومي بالطقس.