القصة الكاملة لمقتل الدكتور قاضي في الظهران على يد عامل توصيل مصري وعلاقة النجد بالطعنة الأخيرة

القصة الكاملة لمقتل الدكتور قاضي في الظهران على يد عامل توصيل مصري
  • آخر تحديث

في مشهد إنساني مؤثر جمع بين الحزن العميق والرضا بقضاء الله وعدله، استقبلت زوجة المغدور الدكتور عبدالملك بن بكر قاضي خبر تنفيذ حكم القصاص الشرعي في قاتل زوجها، وذلك بعد مرور أقل من شهرين فقط على الجريمة البشعة التي هزت المجتمع السعودي، ووقعت في عشية عيد الأضحى المبارك.

القصة الكاملة لمقتل الدكتور قاضي في الظهران على يد عامل توصيل مصري

وعبرت الزوجة عن شعورها بالإنصاف الإلهي، رغم الألم الذي لا يبرأ من فراق رفيق عمرها، مؤكدة في ذات الوقت على تعاطفها الإنساني مع عائلة الجاني، في صورة عكست عمق إيمانها وقوة ثباتها في مواجهة الابتلاء.

الجريمة التي صدمت المجتمع

وقعت الجريمة في هدوء ليل العاصمة، عندما تسلل الجاني إلى منزل الدكتور عبدالملك، لينفذ جريمته البشعة بكل خسة وغدر.

وكان الدكتور، الذي يعيش مع زوجته دون أولاد، قد تعرف على الجاني سابقا خلال عمله في ركن بيع الأسماك داخل أحد السوبرماركتات القريبة من المنزل.

في موقف يبدو بسيطً في ظاهره، طلبت الزوجة من العامل في إحدى المرات أن يوصل الطلب إلى المنزل، حيث صادف أن التقى بالدكتور عبدالملك، وطلب حينها من الزوجة إكرامية تقديرية نظير خدمته.

بدايات مريبة

لم تمر سوى 48 ساعة تقريبا حتى أرسل الجاني رسالة عبر تطبيق "واتساب" إلى الزوجة يطلب فيها مساعدة مالية بمقدار 500 ريال، إلا أن الزوجة اعتذرت عن تلبية الطلب، ليكتفي الجاني بالرد بكلمة واحدة: "شكرًا".

إلا أن هذه الكلمة، رغم بساطتها الظاهرة، أثارت ريبة الزوجة وأشعلت في داخلها شعور غامض بعدم الارتياح.

لحظات الرعب

في صباح يوم الجريمة، تسلل الجاني إلى المبنى مدعي أنه يحمل طلب توصيل، وتواصل مع موظفي الأمن عند مدخل البناية.

وبمجرد إبلاغ الشقة، ظنت الزوجة أن الأمر لا يعدو كونه هدية بمناسبة العيد، ففتحت الباب بحذر، لكنها فوجئت بالهجوم المباغت.

اندفع الجاني بقوة نحوها، كتم أنفاسها ووجه لها طعنات في الرأس، بينما كان الدكتور عبدالملك يحاول الدفاع عنها رغم اعتماده على كرسي متحرك، فأصيب بـ 13 طعنة قاتلة، في مشهد مأساوي يفطر القلوب.

صمود رغم الألم

رغم إصابته الخطيرة، طلب الدكتور من زوجته تلبية رغبة الجاني وإعطائه ما توفر من المال في محاولة لتفادي الكارثة.

واستجابت الزوجة سريعا في لحظة توسل وارتباك، إلا أن القاتل لم يكتف، بل وجه طعنة أخيرة غادرة إلى صدر الدكتور، متجاهل توسلاته بالمساعدة.

بعد انسحابه، حاول الجاني الهرب من موقع الجريمة، لكنه ألقى سلاح الجريمة بالقرب من حاوية نفايات قريبة من المبنى، قبل أن تبدأ رحلة القبض عليه وتقديمه للعدالة.

العدالة تأخذ مجراها

بعد وقوع الجريمة، سارعت الجهات الأمنية والعدلية في اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، حيث خضعت القضية لمسار قضائي سريع اتسم بالصرامة والشفافية، وهو ما أسفر عن تنفيذ حكم القصاص الشرعي بحق الجاني، ليُغلق بذلك ملف واحدة من أكثر الجرائم إيلام في الفترة الأخيرة.

وأشادت الأسرة والمجتمع بسرعة تحرك الجهات الرسمية في معالجة القضية وتحقيق العدالة، وهو ما خفف جزئيا من وقع الفقد على أسرة الضحية.

دموع الحزن تختلط برضا العدالة

الزوجة، التي عايشت تفاصيل الرعب والدم، استقبلت خبر القصاص بدموع امتنان لله وعدالته، مؤكدة أن القصاص ليس انتقامًا بقدر ما هو إنصاف إلهي ورحمة لروح زوجها.

ورغم ألمها العميق، لم تنسَ أن تبدي تعاطف مع أهل القاتل، الذين وجدوا أنفسهم ضحايا لجرم لم يرتكبوه.

لقد كانت هذه الحادثة تذكير مؤلم بثمن الغدر، لكنها أيضا شهادة حية على أن العدالة في المملكة لا تتأخر، وأن الحقوق ترد مهما بلغت مرارة الفقد.