الهلال يوجه أول ضربة قاسية لجيسوس بعد انضمامه للنصر

الهلال يوجه أول ضربة قاسية لجيسوس بعد انضمامه للنصر
  • آخر تحديث

في وقت تتسارع فيه خطوات الأندية السعودية نحو إبرام صفقات نوعية استعداد للموسم الكروي المقبل، تفجرت أزمة رياضية جديدة كان بطلها الجناح البرازيلي مالكوم دي أوليفيرا، حيث تحول من لاعب يثير امتعاض جماهير فريقه إلى محور صراع شرس بين قطبي العاصمة الهلال والنصر.

الهلال يوجه أول ضربة قاسية لجيسوس بعد انضمامه للنصر 

المشهد تحوّل إلى معركة حقيقية خارج المستطيل الأخضر، فيها الحسابات تتجاوز الملعب، لتلامس الرسائل النفسية والهيبة الإدارية، والتوازنات الفنية، بل ومستقبل العلاقة بين اللاعبين والإدارات والجماهير.

خلفيات الأزمة

مالكوم، القادم إلى الهلال في صفقة رنانة، لم ينجو من سهام الانتقادات الحادة التي صوّبتها نحوه فئة كبيرة من جمهور "الزعيم".

ذروتها كانت عقب مشاركته في بطولة كأس العالم للأندية، عندما اتهم بسلوك غير لائق تجاه بعض مشجعي النادي عقب إحدى المباريات.

ما حصل فجر موجة غضب واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث علت الأصوات المطالبة بإلغاء عقد اللاعب بشكل فوري، واعتبره كثيرون "عبئ جماهيري" لا يليق بمكانة الهلال.

عرض نصراوي رسمي يشعل فتيل المعركة النفسية

في خضم هذه الأجواء المتوترة، خرج الناقد الرياضي خالد بن عبدالعزيز ليكشف عن عرض رسمي تقدمت به إدارة نادي النصر لضم مالكوم، بناء على توصية من مدرب الفريق الجديد البرتغالي خورخي خيسوس.

خيسوس، الذي سبق له الإشراف على الهلال، بدا وكأنه يرغب في ضم مالكوم إلى مشروعه الجديد مع "العالمي"، مدفوع بثقة فنية كبيرة في قدراته، ورؤية هجومية واضحة تهدف لإعادة رسم خارطة الفريق الأصفر بمهاجمين يمتلكون الانفجار الفني.

إدارة الهلال ترد بحسم

لكن إدارة الهلال لم تتردد في رفض العرض، وجاء الرد سريع وقاطع: مالكوم ليس للبيع.

هذا القرار لم يكن فقط رفض لعرض انتقال، بل حمل رسائل أعمق رسالة ولاء للمدرب الجديد إنزاجي، تمسك باستقرار الفريق خلال المعسكر الإعدادي في النمسا، ورفض الرضوخ لضغوط جماهيرية آنية قد تخل بتوازن المجموعة.

الرد الهلالي بدا وكأنه بيان إداري ضمني يؤكد أن صناعة القرار داخل النادي تخضع للمصلحة الفنية أولا، لا للانفعالات أو ردات الفعل العاطفية من الخارج.

إنزاجي يرفع البطاقة الحمراء أمام التفريط بأي نجم

المدرب الإيطالي سيموني إنزاجي، الذي يقود الهلال في معسكره الأوروبي، كان له موقف واضح لا يقبل التأويل: لا تغيير في تركيبة المحترفين قبل انتهاء المعسكر.

إنزاجي يرى أن الحكم على اللاعبين لا يمكن أن يستند إلى مواقف عابرة أو أخطاء فردية خارج الملعب، بل يجب أن يكون مبني على الأداء في التدريبات والمباريات التحضيرية.

وهو ما جعل الإدارة تتبنى موقفه، وتغلق الباب أمام مغادرة أي نجم خصوصا من يعول عليه المدرب في خططه القادمة.

بين رغبة الجماهير وموقف الإدارة

الجمهور الهلالي، الذي اعتبر مالكوم "ورقة محروقة"، فوجئ بموقف الإدارة، حيث كانت التوقعات تتجه نحو فسخ العقد أو بيعه.

لكن قرار الإبقاء عليه يعكس استراتيجية هادئة تراهن على تحويل هذا اللاعب إلى أصل فني رابح بدلا من خسارة مزدوجة على الصعيد المالي والفني.

هذا التناقض بين الرغبة الشعبية والقرار الإداري قد يتحول إلى اختبار لقدرة الجهاز الفني على إدارة الأزمات وتحويل الضغط إلى دافع، وإعادة بناء الثقة بين اللاعب والجمهور.

النصر لا ييأس 

العرض النصراوي، وإن لم يثمر عن انتقال مالكوم، إلا أنه يكشف بوضوح عن ملامح المشروع الفني الجديد بقيادة خورخي خيسوس، الذي يبدو مصر على ضم عناصر هجومية تمتاز بالسرعة والمهارة والذكاء التكتيكي.

وبحسب مصادر مطلعة، فإن محاولات النصر لتعزيز خط الهجوم لن تتوقف عند مالكوم، وقد يشهد السوق السعودي خلال الأسابيع المقبلة سلسلة من العروض النصراوية الجريئة، ربما تطال لاعبين آخرين من الهلال أو من أندية منافسة، في معركة إثبات الذات.

الرسائل الخفية وراء رفض الصفقة

رفض الهلال للعرض النصراوي لم يكن قرار فني فحسب، بل كان أيضا إشارة رمزية بأن زمن التفريط السهل بالنجوم قد ولى، حتى في ظل الحملات الجماهيرية.

وقد فسر الرفض على أنه:

  • تثبيت للهيبة الإدارية أمام المنافس.
  • محاولة لإغلاق الباب أمام تكرار العروض.
  • وسيلة لتحفيز مالكوم على الانضباط والإبداع.

الرسائل لا تقل أهمية عن القرار نفسه، وتكشف عن وعي إداري يربط بين المستوى الفني والرمزية المعنوية للاعبين داخل المنظومة.

هل نشهد توتر قادم بين الهلال والنصر خارج الملعب؟

ما حدث قد يكون بداية لصيف متوتر بين الناديين الكبيرين، إذ أصبحت الصفقات ورقة ضغط نفسي وتكتيكي بين الإدارة الفنية لكل نادي.

ومع احتدام المنافسة على الأسماء البارزة، قد تشهد الفترة القادمة مناوشات جديدة في سوق الانتقالات، تعكس عمق التنافس بين الهلال والنصر ليس فقط داخل المستطيل الأخضر، بل في الكواليس أيضا.

مستقبل مالكوم بين الشكوك والفرصة الأخيرة

وسط هذه الدوامة، يقف مالكوم على مفترق طرق، يعيش بين تحدي نفسي حاد وضغوط إعلامية وجماهيرية متزايدة.

لكن اللاعب يملك فرصة نادرة لإعادة رسم صورته، إذا ما استثمر المعسكر الأوروبي لإقناع إنزاجي، وكسب ثقة الجماهير بأداء استثنائي ومهني داخل الميدان.

الملف لم يغلق

رغم الرفض الرسمي من الهلال، إلا أن ملف مالكوم لم يغلق بعد، وينتظر أن يشهد تطورات محتملة خلال ما تبقى من فترة الانتقالات الصيفية.

وفي ظل التحركات المستمرة من النصر، والضغوط الجماهيرية، والمباريات الودية التي ستكشف مستوى اللاعب، قد يتغير المشهد في أي لحظة.

المعركة مستمرة لا تحسم فقط بالعقود، بل بالمواقف، والثقة، والحكمة في إدارة الأزمات.

وهنا تحديد، يظهر الفرق بين نادٍ يراهن على الاستقرار، وآخر يضغط بحماسة لبناء فريق هجومي جارف.