مكة تشهد ظهر اليوم حدث فلكي نادر وسكان العاصمة المقدسة سيفقدون ظلهم لعدة ساعات

مكة تشهد ظهر اليوم حدث فلكي نادر
  • آخر تحديث

في ظاهرة فلكية نادرة تتكرر مرتين فقط في العام، تشهد مكة المكرمة ظهر اليوم الثلاثاء حدث فلكي مميز يتمثل في تعامد الشمس تماما فوق الكعبة المشرفة، وهو ما يؤدي إلى اختفاء الظلال عن الكعبة والمباني المحيطة بها في لحظة الظهيرة.

مكة تشهد ظهر اليوم حدث فلكي نادر 

ووفقا للخبير الفلكي السعودي "ملهم هندي"، فإن هذا الحدث سيحدث بدقة عند الساعة 12:27 ظهرا بتوقيت مكة المكرمة، وسيتيح لسكان مناطق العالم إمكانية تحديد اتجاه القبلة بشكل دقيق من خلال مراقبة موقع الشمس في تلك اللحظة.

توقيت الظاهرة وأثرها الفلكي

يحدث تعامد الشمس على الكعبة المشرفة عندما تكون الشمس في أقصى ارتفاع لها فوق الأفق، وتحديدا عندما تمر فوق خط العرض الخاص بمدينة مكة المكرمة (21.42 درجة شمال).

وفي هذه اللحظة، تسقط أشعة الشمس بشكل عمودي تماما على سطح الكعبة، فلا يكون لأي جسم قائم ظل.

وتعد هذه الظاهرة من أكثر الظواهر الفلكية دقة، ويتم الاعتماد عليها منذ قرون لتحديد الاتجاه الصحيح للقبلة في مناطق كثيرة من العالم الإسلامي.

وحسب ما أوضحه الفلكي "ملهم هندي"، فإن هذا الحدث يتكرر مرتين سنويا، الأولى عادة في مايو والثانية في يوليو، وذلك بسبب ميل محور الأرض أثناء دورانها حول الشمس.

وفي كلتا المرتين تكون الشمس عمودية على الكعبة في منتصف النهار، ما يؤدي لاختفاء الظلال بشكل شبه كامل.

فائدة الظاهرة لتحديد القبلة عالميا

أبرز ما يميز تعامد الشمس على الكعبة أنه يتيح فرصة نادرة للمسلمين في مختلف أنحاء العالم لتحديد اتجاه القبلة بشكل دقيق وبدون استخدام التطبيقات أو البوصلة.

ففي اللحظة التي تتعامد فيها الشمس على الكعبة، يمكن لأي شخص أن يقف تحت أشعة الشمس ويراقب اتجاه الظل المتكون فالاتجاه المعاكس لذلك الظل هو اتجاه القبلة.

وقد دعت الهيئات الفلكية والهلالية في العديد من الدول الإسلامية إلى الاستفادة من هذه الظاهرة وتحديد القبلة باستخدام وسيلة طبيعية دقيقة تتوافق مع علم الفلك، وهي إحدى الطرق التي كانت تستخدم منذ قرون قبل انتشار الوسائل الرقمية الحديثة.

الظلال في مكة تختفي تماما

بالتزامن مع تعامد الشمس، يشهد سكان مكة ظاهرة غريبة تتمثل في اختفاء ظلالهم تماما لعدة دقائق، إذ تختفي ظلال الكعبة والمساجد والمباني العالية وحتى المارة، ليعود الظل تدريجيا ويتجه نحو الشمال بعد تجاوز لحظة التعامد.

ويعد هذا من أبرز المؤشرات الملموسة لتعامد الشمس على المدينة المقدسة، وهو مشهد فريد يلفت انتباه سكان مكة والزائرين على حد سواء.

وفي السياق ذاته، أوضح "ملهم هندي" أن هذه الظاهرة ليست ضارة صحيا أو بيئيا، بل هي طبيعية تماما ويمكن مراقبتها بأمان، إلا أن من المهم عدم التحديق المباشر في الشمس دون حماية للعين.

الظاهرة في السياق العلمي والتاريخي

أشار باحثون في الفلك إلى أن ظاهرة تعامد الشمس تستخدم أيضا في الحسابات الجغرافية لتحديد خطوط العرض بدقة، وتعتبر من الأدلة القوية على الشكل الكروي للأرض ودورانها حول محورها.

كما أنها تذكر بالتراث الإسلامي في الفلك، الذي اعتمد عليه العلماء المسلمون قديما في تطوير الجداول الفلكية والتقويم الهجري وربط الظواهر الطبيعية بالعبادات.

ومن الجدير بالذكر أن مثل هذه الظواهر تسهم في توعية المجتمعات بالعلوم الفلكية، وتعزز من فهم الناس لدقة الحسابات السماوية التي تعتمد عليها العديد من التطبيقات اليومية، مثل تحديد مواقيت الصلاة ومواعيد الشروق والغروب.

المصادر