ارباك بين أندية دوري روشن بسبب جدول المباريات لأول جولات الموسم الجديد

في خطوة لم تكن في الحسبان، فاجأت تسريبات جدول مباريات دوري روشن السعودي للمحترفين موسم 2025-2026 الشارع الرياضي، بعدما انتشرت عبر بعض الحسابات الرسمية للأندية قبل أن يتم الإعلان عنها رسميا من قبل اتحاد كرة القدم.

ارباك بين أندية دوري روشن بسبب جدول المباريات لأول جولات الموسم الجديد 

هذه الحادثة غير المألوفة وضعت الأندية والجماهير في حالة من الارتباك، وفتحت الباب أمام تساؤلات كثيرة حول آلية إدارة الجدول الزمني للمسابقة.

التسريب المفاجئ

المعلومات التي تم تداولها مساء الأحد، أظهرت جدول شبه كامل للموسم الجديد، متضمن مواعيد وأطراف المباريات.

المفاجأة لم تكن في المحتوى فقط، بل في أن العديد من الأندية لم تتسلم حتى تلك اللحظة نسختها الرسمية من الجدول.

مصدر من داخل أحد الأندية أعرب عن دهشته من رؤية الجدول منشور عبر قنوات أندية منافسة، رغم أن الإعلان الرسمي لم يصدر بعد لجميع الفرق، ما أثار علامات استفهام حول تسلسل الأحداث والجهة التي سربت هذه البيانات.

ارتباك داخلي وتحديات تنظيمية

صحيفة الجزيرة أكدت في تقرير لها أن بعض الأندية وجدت نفسها في حالة ارتباك حقيقية بعد هذه التسريبات، خاصة أن عملية إعداد الجداول عادة ما تخضع لترتيبات دقيقة تسبق النشر العلني، لضمان وضوح الرؤية وتحديد الاستعدادات اللوجستية والفنية للموسم.

هذا الارتباك قد يترك أثر مباشر على خطط التحضير، خصوصًا مع اقتراب موعد انطلاق الدوري في 28 من الشهر الجاري.

حالة فريدة في تاريخ الدوريات الكبرى

المعتاد في الدوريات العالمية أن تتسلم الأندية الجداول رسميا قبل إعلانها للجمهور، لضمان تنسيق السفر، وترتيب معسكرات الإعداد، وتنظيم العمل الإعلامي.

لكن ما حدث هذه المرة في الدوري السعودي يعد سابقة غير مألوفة، تثير تساؤلات حول أسلوب إدارة العملية وإجراءات السرية المتبعة.

أزمة فريق النجمة

من بين أبرز القضايا التي كشفها الجدول المسرب، أن فريق النجمة سيكون الفريق الوحيد الذي يخوض جميع مبارياته الأولى خارج أرضه.

السبب يعود إلى عدم جاهزية ملاعب مدينة عنيزة، إذ لم يتم تجهيز ملعب التعليم أو ملعب النادي من قبل وزارة الرياضة لاستقبال مباريات الدوري الممتاز، ما اضطر الفريق إلى اعتماد مدينة بريدة كمقر لمبارياته.

هذا القرار يعني أن مباريات النجمة، حتى أمام الفرق الجماهيرية، ستقام خارج مدينته، وهو ما قد يؤثر على الدعم الجماهيري وأجواء المباريات.

البنية التحتية للملاعب تحت المجهر

هذه الأزمة سلطت الضوء على قضية أعمق تتعلق بالبنية التحتية الرياضية في المملكة، إذ أن تجهيز الملاعب يعد أحد الأعمدة الأساسية لنجاح أي موسم كروي.

عدم جاهزية بعض الملاعب يعكس الحاجة الملحة لمشاريع تطوير وصيانة دورية، بما يضمن استضافة المباريات في بيئة آمنة ومناسبة، ويحافظ على صورة الدوري محلي ودولي.

تداعيات محتملة على صورة الدوري

التسريب غير الرسمي، إضافة إلى حالة الارتباك في بعض الأندية، قد يلقي بظلاله على صورة الدوري في انطلاقته، خصوصا وأن الأنظار العالمية باتت تتابع الكرة السعودية بعد الطفرة الكبيرة في استقطاب النجوم الدوليين.

مع ذلك، تؤكد مصادر مطلعة أن اتحاد كرة القدم السعودي يسعى حاليا لاحتواء الموقف بسرعة، عبر توحيد عملية توزيع الجدول وضمان وصوله لجميع الأندية في وقت واحد، لوقف أي جدل قبل صافرة البداية.

موسم استثنائي رغم العثرات

ورغم هذه الإشكالات الإدارية، تبقى المؤشرات قوية على أن الموسم الجديد من دوري روشن سيكون من أكثر المواسم إثارة، في ظل الصفقات العالمية التي أبرمتها الأندية، والاستعدادات المكثفة خلال فترة الصيف.

الفرق الكبرى عززت صفوفها بلاعبين من طراز رفيع، والجماهير في حالة ترقب لمعارك كروية ستشهد تنافس شرس على اللقب منذ الجولة الأولى.

الحاجة إلى الشفافية والاحترافية في إدارة الجداول

الجدل الدائر حول الجدول المسرب يعكس أهمية اتباع آليات أكثر شفافية واحترافية في إعلان مواعيد المباريات.

وجود إجراءات واضحة وموحدة لتسليم الجدول إلى الأندية قبل النشر للجماهير قد يحد من الأزمات، ويضمن أن تنطلق المسابقة في أجواء منظمة تليق بمكانة الدوري السعودي المتنامية على الساحة الدولية.

ما بين الترقب والتحدي

الأيام القليلة القادمة ستكون حاسمة في معرفة ما إذا كان اتحاد الكرة سيتمكن من احتواء الموقف وإعادة التركيز إلى المستطيل الأخضر.

الجماهير، رغم الجدل، ما زالت متعطشة لبداية المنافسات، والكل يترقب لمعرفة ما إذا كان هذا الموسم سيكتب نفسه كأبرز مواسم دوري روشن، أم أن هذه العثرات الإدارية ستظل عالقة في الأذهان.