السعودية تعلن منع استخدام أسماء جديدة للمواليد الذكور والاناث للمواطنين والمقيمين في المملكة بداية من هذا التاريخ

السعودية تعلن منع استخدام أسماء جديدة للمواليد الذكور والاناث للمواطنين والمقيمين
  • آخر تحديث

في إطار جهود المملكة العربية السعودية المستمرة للحفاظ على القيم الإسلامية الأصيلة وصيانة الهوية الثقافية والاجتماعية، قامت الجهات المختصة في الأحوال المدنية بوضع مجموعة من الضوابط الصارمة المتعلقة بتسجيل أسماء المواليد.

السعودية تعلن منع استخدام أسماء جديدة للمواليد الذكور والاناث للمواطنين والمقيمين 

وتأتي هذه القوانين في سياق تأكيد المملكة على ضرورة اختيار أسماء تتوافق مع الشريعة الإسلامية والأعراف المجتمعية، وتجنب الأسماء التي تتعارض مع العقيدة أو تحمل معاني غير لائقة.

القواعد التنظيمية التي تفرضها الأحوال المدنية على اختيار الأسماء

أصدرت وزارة الداخلية ممثلة في الأحوال المدنية مجموعة من القواعد والاشتراطات الدقيقة التي يجب الالتزام بها عند تسجيل اسم المولود، وتعد هذه المعايير جزء من نظام السجل المدني، الذي يهدف إلى توحيد الإجراءات وضمان أن تكون أسماء المواطنين متوافقة مع القيم الإسلامية والوطنية، وتشمل الضوابط ما يلي:

  • عدم استخدام الألقاب ضمن الاسم: تمنع الأحوال تسجيل كلمات مثل "السيد"، "الشريف"، "الأمير"، لأنها ليست جزء من الاسم الحقيقي.
  • منع إضافة عبارات توضيحية أو تعريفية: مثل "المعروف بكذا" أو "المشهور بكذا"، حيث يجب أن يكون الاسم واضح وبسيط دون إضافات.
  • رفض الأسماء المركبة: كـ "محمد خالد"، "نور الهدى"، "قمر الزمان"، وغيرها من الأسماء التي تتكون من أكثر من كلمة.
  • منع الأسماء التي تتعارض مع الشريعة: مثل "عبد النبي"، "عبد الرسول"، "عبد اللات"، و"عبد المصلح"، وغيرها من الأسماء التي فيها تعبيد لغير الله.
  • رفض الأسماء التي تدل على العظمة أو السيادة المطلقة: مثل "ملك الملوك"، "جبروت"، "جبار"، و"سمو أمير".
  • منع أسماء الملائكة والنبيين في بعض الحالات الخاصة: كاسم "جبريل"، لما قد يسببه من جدل فقهي واجتماعي.

نماذج لأسماء محظورة في المملكة لعام 1447 هـ

رغم اختلاف التفاصيل سنويا، إلا أن هناك مجموعة من الأسماء تتكرر باستمرار في القوائم الممنوعة نظرا لمخالفتها الصريحة للشروط السابقة، ومن بين هذه الأسماء:

  • أسماء فيها تعبيد لغير الله: عبد الحسين، عبد المسيح، عبد العزى، عبد الدار، عبد النبي.
  • أسماء تحمل معاني سلبية أو مزرية: مثل "مرة"، "حرب"، "حزن"، لما فيها من دلالات قد تؤثر سلبًا على نفسية الطفل.
  • أسماء مائعة لا تحمل دلالة لغوية صحيحة: مثل "زوزو"، "ميمي"، وهي أسماء تعتبر غير مناسبة ضمن ثقافة المجتمع السعودي.
  • أسماء فيها تزكية أو تعظيم مبالغ فيه للنفس: مثل "برة"، أو "سيد الكل"، أو "سيد الناس"، وهي مما ينهى عن التسمية به شرعا.
  • أسماء مأخوذة من الشياطين أو الفراعنة والطغاة: مثل "إبليس"، "خنزب"، أو أسماء ملوك الجبابرة والمفسدين.

موقف الإسلام من بعض الأسماء المحظورة

الإسلام وضع معايير واضحة لتسمية الأبناء، إذ يشجع على اختيار الأسماء التي تحمل معاني طيبة وتبعث على التفاؤل، وينهى عن الأسماء التي تتضمن معاني مذمومة، أو تخل بالعقيدة، ومن الضوابط الشرعية المعتمدة:

  • تحريم التسمية بما يختص بالله تعالى وحده: كـ"الرحمن"، "العليم"، "ملك الملوك".
  • تحريم التسمية بأسماء الأصنام أو الأوثان: كـ"هبل"، "مناة"، "نسري"، و"ذي الشرى".
  • تحريم التسمية بأسماء تدل على الكفر أو الشرك: مثل عبد العزى، عبد النبي، عبد المسيح.
  • تحريم الأسماء التي تشير إلى الكبر أو العلو غير المشروع: مثل "فرعون"، "نمرود"، "طاغوت".
  • كراهة التسمية بما يدل على القسوة أو الحزن: مثل "مرة"، "جراح"، "كآبة"، "حرب".

الهدف من الحظر

هذا التوجه من وزارة الداخلية والأحوال المدنية لا يأتي عبث، بل يهدف إلى الحفاظ على نقاء الهوية الإسلامية للمجتمع السعودي، وترسيخ المبادئ التربوية السليمة من خلال الأسماء، التي لها أثر نفسي وثقافي كبير على الطفل والأسرة والمجتمع ككل.

كما يحد من انتشار الأسماء الدخيلة التي لا تحمل معنى مفهوم أو التي تعكس تقليد أعمى للثقافات الأجنبية غير المتوافقة مع بيئة المملكة المحافظة.

التسمية في السعودية

عملية تسجيل اسم الطفل في المملكة تخضع لرقابة مشددة من الأحوال المدنية، ويلزم ولي الأمر باختيار اسم يتفق مع الأنظمة المعتمدة.

وأي محاولة لتسجيل اسم مخالف قد تقابل بالرفض، ما يضطر الوالدين إلى إعادة النظر في اختيار الاسم.

هذا الالتزام لا يمثل قيد على حرية الأهل، بل هو جزء من منظومة متكاملة تهدف إلى بناء مجتمع متماسك ثقافي وديني.

التسمية مسؤولية لا تؤخذ باستخفاف

تسمية الطفل ليست مجرد اختيار جمالي أو ذوق شخصي، بل هي مسؤولية شرعية واجتماعية، لها أثر طويل الأمد في حياة الفرد. وفي المملكة العربية السعودية، تعد هذه المسألة من القضايا المنظمة قانونيا، بما يضمن توافق الأسماء مع الشريعة الإسلامية والثقافة المحلية.

لذلك، ينبغي على أولياء الأمور الاطلاع جيد على القوائم المحدثة للأسماء المحظورة، والالتزام بما تفرضه الأنظمة من أجل ضمان قبول الاسم في السجل المدني وتفادي الإشكالات القانونية والاجتماعية مستقبلا.