الاحساء تعلن تفاصيل رخص البناء الجديدة وتصدر أول رخصة بناء بالنظام الجديد والتي تتضمن هذه الشروط

الاحساء تعلن تفاصيل رخص البناء الجديدة
  • آخر تحديث

في خطوة تعد فارقة على مستوى التنمية العمرانية المستدامة في المملكة العربية السعودية، أعلنت أمانة محافظة الأحساء عن إصدار أول رخصة بناء سكني ضمن مشروع "عمارة واحة الأحساء"، لتسجل بذلك أول تطبيق رسمي وفعلي لـ"اشتراطات العمارة السعودية"، في إطار رؤية عمرانية حديثة تجمع بين الهوية المحلية والتقنيات المعمارية المعاصرة.

الاحساء تعلن تفاصيل رخص البناء الجديدة 

هذا التحول يأتي في ظل توجه المملكة إلى تبني نموذج عمراني يعكس القيم الثقافية والبيئية والاجتماعية، ضمن مستهدفات رؤية السعودية 2030، عبر إعادة صياغة الطابع المعماري للمدن ليكون أكثر ملاءمة للسكان وأقرب لروح المكان.

دعم وزاري مباشر لتنفيذ الرؤية

شهد إعلان إصدار الرخصة زيارة ميدانية رسمية، شارك فيها نخبة من قيادات وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان، يتقدمهم:

  • المهندس حسان عسيري وكيل الوزارة للمشاريع والصحة العامة
  • الأستاذ محمد الملحم وكيل الوزارة للتراخيص وتنسيق المشاريع
  • المهندس عصام الملا أمين الأحساء

وقد تمت الزيارة إلى "استوديو الأحساء التصميمي"، وهو مركز متخصص يعمل على تطبيق الموجهات التصميمية الخاصة بالعمارة السعودية، بالشراكة مع هيئة تطوير الأحساء.

ويعد الاستوديو أحد الأذرع التنفيذية التي تعمل على تجسيد الهوية المعمارية السعودية في التصاميم السكنية والتجارية.

اشتراطات العمارة السعودية

أوضح المهندس عصام بن عبداللطيف الملا، أمين محافظة الأحساء، أن اعتماد اشتراطات العمارة السعودية في مشروع واحة الأحساء يمثل مرحلة مفصلية في المشهد العمراني الوطني، حيث تتجاوز هذه الاشتراطات كونها تعليمات تنظيمية، لتصبح مبادئ تصميمية شاملة، تأخذ بعين الاعتبار:

  1. القيم الثقافية المحلية
  2. الأنماط الاجتماعية للأسرة السعودية
  3. المناخ والظروف البيئية
  4. الاستدامة البيئية والاقتصادية
  5. الانسجام بين التاريخ والحداثة

ويهدف المشروع إلى صياغة بيئة عمرانية تجسد الأصالة، دون أن تغفل أهمية الابتكار المعماري، في إطار تصميم متوازن يجمع بين الوظيفة الجمالية والمعمارية وبين الاحتياجات اليومية للسكان.

معايير دقيقة ترتكز على العمق الثقافي والعملي

تعد الموجهات التصميمية للعمارة السعودية بمثابة خريطة طريق للمهندسين والمطورين العقاريين، حيث تقدم مجموعة من الإرشادات المنظمة لعملية التصميم، من بينها:

  • عناصر معمارية مستمدة من العمارة التقليدية (مثل الفناء الداخلي، المشربيات، الملاقف)
  • أنماط ألوان ومواد بناء تعكس البيئة المحلية
  • حلول عمرانية مستدامة تستجيب للمناخ (مثل التهوية الطبيعية، والعزل الحراري)
  • توزيع فراغات داخلية يتناسب مع طبيعة الاستخدام السعودي (الخصوصية، الاستقبال، التوسع الأسري)
  • تكامل بصري بين الكتلة البنائية والمشهد الحضري المحيط

وتسهم هذه الإرشادات في تحقيق التناغم البصري داخل الأحياء، وتوفير بيئات معيشية مريحة وسلسة من الناحية التشغيلية والاجتماعية.

أبعاد اقتصادية واجتماعية وبيئية للمشروع

أكد أمين الأحساء أن اشتراطات العمارة السعودية لا تقتصر على الناحية الجمالية أو الشكل الخارجي للمبنى، بل تراعي في جوهرها الارتباط الوثيق بين العمران والبيئة والمجتمع والاقتصاد، موضح أن المشروع يحقق:

  • تحسين جودة الحياة الأسرية عبر بيئات سكنية صحية ومناسبة للعادات السعودية
  • خفض تكاليف التشغيل من خلال حلول تصميمية موفرة للطاقة والمياه
  • تعزيز الهوية الوطنية عبر حضور واضح للتراث المعماري المحلي
  • رفع قيمة الأراضي والمشروعات العقارية نتيجة الانسجام البصري والمعياري في المخططات

ريادة في تطبيق الرؤية الجديدة

إن اختيار الأحساء لتكون أولى المحافظات التي تطبّق اشتراطات العمارة السعودية لم يأتي من فراغ، بل يعود إلى ما تمتلكه المنطقة من موروث ثقافي وتاريخي ومعماري غني، يجعل منها منصة مثالية لعرض هذا النمط المعماري الوطني.

وبفضل التعاون الفعّال بين وزارة الشؤون البلدية والإسكان، وأمانة الأحساء، وهيئة تطوير المنطقة، تصبح الأحساء نموذج رائد في التحول العمراني المحلي، يحتذى به في باقي مناطق المملكة.

نحو مستقبل عمراني يحمل بصمة سعودية

في ظل هذه التطورات، يتجه المشهد الحضري في المملكة إلى مرحلة جديدة تقوم على تحقيق التوازن بين الأصالة والتقدم، عبر معمار محلي معاصر يحقق متطلبات الأجيال الحاضرة، ويحتفظ بجذوره المتأصلة في أرض الوطن.

إن إصدار أول رخصة بناء وفق اشتراطات العمارة السعودية هو بداية لسلسلة من الإنجازات العمرانية القادمة، التي ستعيد تشكيل ملامح المدن السعودية بما يليق بتاريخها، ويواكب مستقبلها المزدهر.