المرور السعودي يلزم السائقين باجراءات جديدة عند القيادة في العقبات والطرق الجبلية

المرور السعودي يلزم السائقين باجراءات جديدة عند القيادة في العقبات والطرق الجبلية
  • آخر تحديث

في إطار استراتيجيتها الرامية إلى تعزيز السلامة المرورية والحد من الحوادث، أصدرت الإدارة العامة للمرور في المملكة العربية السعودية توجيهات هامة لقائدي المركبات، تحذرهم فيها من مخاطر القيادة على الطرق المنحدرة، خاصة في ظل التغيرات المناخية والتضاريس الجغرافية المتنوعة التي تشهدها المملكة.

المرور السعودي يلزم السائقين باجراءات جديدة عند القيادة في العقبات والطرق الجبلية 

وتأتي هذه الحملة ضمن سلسلة من المبادرات التوعوية التي تهدف إلى رفع مستوى الوعي لدى السائقين، وتقليل نسب الحوادث في الطرق ذات الطبيعة الخطرة.

المنحدرات والطبيعة الجغرافية

الطرق المنحدرة، سواء في المناطق الجبلية أو على امتداد بعض المحاور الحيوية، تمثل تحدي خاص لقائدي المركبات، حيث تزداد فيها احتمالية الحوادث الناتجة عن فقدان السيطرة أو الإهمال في التعامل مع معايير القيادة السليمة.

وقد لاحظت الجهات المختصة مؤخرا ارتفاع في عدد الحوادث المرتبطة بهذه المسارات، خاصة مع تزايد حركة التنقل والسفر البري داخل المملكة.

الوعي بالمخاطر

شددت الإدارة العامة للمرور على أن القيادة الآمنة تبدأ بإدراك السائق لطبيعة المخاطر التي قد تواجهه، مؤكدة أن التعامل مع الطرق المنحدرة يتطلب يقظة عالية، وتحكم دقيق في أدوات القيادة، خصوصا نظام الكبح وناقل الحركة، إذ أن مجرد خطأ بسيط أو سلوك غير محسوب في هذه المناطق قد تكون عواقبه وخيمة.

توصيات رئيسية لتجنب الانزلاقات والحوادث في الطرق المنحدرة

  • تخفيف السرعة قبل المنحدرات
    • أوصت الإدارة بخفض السرعة بشكل ملحوظ عند الاقتراب من أي منحدر، وعدم المجازفة بالقيادة السريعة، لما لذلك من أثر كبير في تقليل فرص الانزلاق أو فقدان السيطرة.
  • الاستعداد لحالات الطقس المفاجئة
    • عند هطول الأمطار الغزيرة أو في وجود ضباب كثيف، دعت الإدارة إلى التوقف في أماكن آمنة، وتجنب القيادة في ظل ضعف الرؤية أو انزلاق الأسطح.
    • كما تم التنبيه على ضرورة تشغيل المساحات والمصابيح الأمامية والخلفية، لتحسين الرؤية وتقليل احتمالات الاصطدام.
  • المسافة بين المركبات ضرورة لا رفاهية
    • أكدت الإدارة على أهمية ترك مسافة أمان كافية بين المركبات، خاصة عند القيادة في المنحدرات، حيث يصعب التوقف المفاجئ، وتكون ردود الأفعال محدودة بفعل السرعة أو مفاجآت الطريق.
  • صيانة الإطارات شرط أساسي للسلامة
    • تمت الإشارة إلى خطورة الإطارات غير المناسبة أو التالفة، إذ أنها ترفع من احتمالية الانزلاق بنسبة كبيرة، خاصة على الطرق المبللة أو الزلقة، مما يحتم على السائقين التأكد من حالة الإطارات قبل السفر.

التحكم الكامل في المركبة

أحد أهم ما تم التأكيد عليه هو ضرورة الإمساك بالمقود بكلتا اليدين أثناء القيادة في المنحدرات، لتأمين السيطرة المثلى على المركبة.

كما نصحت الإدارة باستخدام الغيارات الثقيلة (Low Gear) عند النزول، بهدف تقليل الضغط على المكابح وتفادي تعرضها للسخونة المفرطة أو التعطل.

عدم التجاوز في المناطق الخطرة

من التوجيهات الأساسية أيضا: عدم القيام بأي محاولات لتجاوز المركبات الأخرى في المناطق المنحدرة أو ذات الرؤية المحدودة، لأن ذلك قد يؤدي إلى حوادث خطيرة لا يمكن التنبؤ بعواقبها.

البنية التحتية وحدها لا تكفي

ورغم الجهود الضخمة التي تبذلها الدولة في تطوير البنية التحتية وتوسعة شبكة الطرق، إلا أن العامل البشري يبقى هو الأهم في معادلة السلامة.

وقد أكدت الإدارة العامة للمرور مرارا أن الوعي المروري لدى السائقين هو الخط الدفاعي الأول ضد الحوادث، داعية إلى تبني السلوك الآمن أثناء القيادة والابتعاد عن التهور أو العشوائية.

التواصل مع المنصات الرسمية

ناشدت الإدارة جميع قائدي المركبات بضرورة متابعة التحديثات والتعليمات الرسمية عبر القنوات المعتمدة، خاصة خلال الفترات التي تشهد تغيرات مناخية مفاجئة مثل الأمطار أو الرياح الشديدة، حيث تصدر الجهات المختصة تحذيرات لحظية وإرشادات القيادة الآمنة.

الشباب في دائرة التركيز

بحسب إحصائيات الإدارة، تعد فئة الشباب النسبة الأكبر من مستخدمي الطرق في المملكة، لذا فإن التوجيهات التوعوية تستهدفهم بشكل مباشر، من خلال حملات إعلامية مكثفة ومحتوى مرئي قصير يركز على السلوكيات التي يجب تجنبها أثناء القيادة في الطرق الخطرة.

"سلامتك تهمنا" رسالة إنسانية تتصدر المشهد

تطلق الإدارة حملتها الجديدة تحت شعار "سلامتك تهمنا"، في إشارة واضحة إلى التوجه الإنساني الذي تتبناه جميع أنشطتها.

فالمقصود من هذه التعليمات والتوجيهات ليس فقط الالتزام بالقوانين، بل الحفاظ على الأرواح، وتقليل الإصابات والخسائر المادية، والتأكيد على أن كل سائق يتحمل مسؤولية شخصية وجماعية على الطريق.

رؤية 2030 والسلامة المرورية: علاقة تكاملية

تتسق جهود الإدارة العامة للمرور مع أهداف رؤية السعودية 2030، التي تركز على تحسين جودة الحياة، والارتقاء بمستوى الأمان في الطرق العامة.

وتطمح الجهات المختصة إلى خفض معدل الوفيات والإصابات الناتجة عن الحوادث من خلال الدمج بين التقنية، والبنية التحتية، والتوعية، والتطبيق الصارم للأنظمة.

التطبيق الصارم للقانون

أوضحت الإدارة أن بعض السلوكيات المرورية تشكل تهديد مباشر لحياة السائقين ومرافقيهم، وأنه لا مجال للتسامح مع المخالفات الخطرة.

وقد تم بالفعل تفعيل العقوبات النظامية المنصوص عليها في اللائحة التنفيذية للمخالفات المرورية، بما يشمل الغرامات المالية العالية، أو حجز المركبة، أو سحب الرخصة.

نحو ثقافة قيادة مسؤولة

تختتم الإدارة العامة للمرور حملتها بالتأكيد على أن السلامة المرورية ليست مسؤولية الجهات الأمنية فقط، بل هي مسؤولية مشتركة تبدأ من السائق نفسه، وتنعكس على سلوكياته أثناء القيادة، فكل التزام بقواعد المرور هو استثمار في الحفاظ على الأرواح والممتلكات.