دليل مسارات الابتعاث الجديدة في السعودية 1447

دليل مسارات الابتعاث الجديدة في السعودية 1447
  • آخر تحديث

في إطار الخطط الطموحة التي تنتهجها المملكة العربية السعودية لبناء مجتمع معرفي منافس عالميا، أطلقت الحكومة السعودية برنامج الابتعاث الجديد، كأحد أذرع برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي. 

دليل مسارات الابتعاث الجديدة في السعودية 1447 

يشكل تحول نوعي في مفهوم الابتعاث، ويجسد الرؤية الوطنية الهادفة إلى رفع كفاءة رأس المال البشري السعودي، وتعزيز دور المواطن في التنمية الاقتصادية والمعرفية، من خلال الدراسة في أفضل المؤسسات الأكاديمية عالميا.

الابتعاث الجديد

يمثل هذا البرنامج مرحلة جديدة في تاريخ الابتعاث السعودي، وقد أطلق برعاية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ليكون خطوة استراتيجية تواكب رؤية السعودية 2030، وتلبي احتياجات سوق العمل المحلي والدولي، من خلال إعداد جيل من القادة والمتخصصين في شتى المجالات العلمية والبحثية والابتكارية.

ويستهدف البرنامج تطوير قدرات الطلاب والطالبات في أرقى المؤسسات الأكاديمية حول العالم، بما يضمن بناء كفاءات سعودية قادرة على المنافسة في مختلف القطاعات، والمساهمة بفعالية في النهضة التنموية الشاملة التي تشهدها المملكة.

الأهداف الجوهرية للبرنامج

يرتكز برنامج الابتعاث الجديد على مجموعة من الأهداف الرئيسية، أبرزها:

  • إعداد الطلاب مبكرا وتهيئتهم علميا ونفسيا للالتحاق بالجامعات العالمية ذات التصنيفات المرموقة.
  • توفير الدعم والرعاية للمبتعثين عبر منظومة متكاملة من الخدمات والإرشاد الأكاديمي، لضمان نجاحهم وتقدمهم خلال مسيرتهم التعليمية.
  • تعزيز صورة المملكة التنافسية إقليميا وعالميا، من خلال تخريج كوادر متميزة تمثل المملكة في المحافل العلمية والدولية.
  • رفع جودة التعليم وتعزيز التكامل بين مخرجات الابتعاث ومتطلبات الاقتصاد الوطني.

المسارات الأربعة الرئيسية للابتعاث

أحد أبرز ما يميز البرنامج الجديد هو اعتماده على مسارات تخصصية متنوعة، تهدف إلى توجيه المبتعثين وفقا لأولويات الدولة واحتياجات التنمية، وتتمثل أبرز هذه المسارات في الآتي:

  • أولا: مسار الرواد
    • هذا المسار مخصص للنخبة الأكاديمية من الطلاب، حيث يتم ابتعاثهم إلى أفضل 30 جامعة على مستوى العالم، بناء على التصنيفات الدولية المعتمدة، وفي مختلف التخصصات، ليتم تأهيلهم أكاديميا ومهنيا بأعلى المعايير العالمية.
  • ثانيا: مسار البحث والتطوير
    • يركز هذا المسار على تعزيز منظومة البحث العلمي والابتكار في المملكة، من خلال ابتعاث طلاب الدراسات العليا (الماجستير والدكتوراه) إلى أبرز المؤسسات البحثية، بهدف تمكينهم من تطوير مشاريع تخدم خطط المملكة في التقنية والعلوم المتقدمة.
  • ثالثا: مسار إمداد
    • يهدف إلى سد الفجوات في سوق العمل المحلي عبر تأهيل الطلاب في تخصصات محددة بناء على الاحتياج الفعلي، وذلك بابتعاثهم إلى أفضل 200 جامعة على مستوى العالم، مع تحديث التخصصات المطلوبة بشكل دوري بالتنسيق مع الجهات الوطنية المعنية.
  • رابعا: مسار واعد
    • يركز على ابتعاث الطلاب إلى تخصصات مستقبلية ومجالات واعدة تواكب التحولات الاقتصادية والصناعية في المملكة، خاصة في قطاعات التقنية والطاقة المتجددة، والسياحة، والصحة، والخدمات اللوجستية، وغيرها من المجالات التي تشكل ركيزة لمشاريع الرؤية الكبرى.

الشروط العامة للتسجيل

اعتمدت الجهات المعنية ببرنامج الابتعاث السعودي الجديد مجموعة من الشروط والضوابط الدقيقة التي تهدف إلى اختيار أفضل الكفاءات، وضمان جاهزيتهم للالتحاق بالجامعات الدولية، ومن أبرز هذه الشروط:

  • أن يكون المتقدم سعودي الجنسية.
  • أن يتحلى بحسن السيرة والسلوك، وألا يكون عليه ملاحظات قانونية.
  • الحصول على قبول مباشر غير مشروط في أحد التخصصات المحددة ضمن الجامعات المعتمدة للبرنامج.
  • أن يكون القبول لدرجة أكاديمية (بكالوريوس، ماجستير، دكتوراه) وغير تنفيذي، وليس ضمن الكليات المهنية أو التعليم المستمر.
  • أن تكون الدراسة في الدولة التي تقع فيها الجامعة الأم المعتمدة، وليست ضمن فروعها.
  • الانتظام الكامل في الدراسة طوال فترة الابتعاث.
  • تقديم جميع الوثائق الرسمية بشكل كامل ودقيق، ومعادلة المؤهل إن كان من خارج المملكة.
  • اجتياز مرحلة المفاضلة على المقاعد المتاحة ضمن الشروط المعلنة.

المستقبل يبدأ من هنا

إن برنامج الابتعاث الجديد في المملكة ليس مجرد تجربة دراسية تقليدية، بل هو بوابة استراتيجية لبناء جيل سعودي منافس عالميا، مزود بالعلم والخبرة والرؤية، وقادر على تحقيق التقدم في شتى مجالات التنمية.

وهو ما يجعل هذا البرنامج أحد الركائز الأساسية في مسيرة التحول الوطني، ووسيلة لصناعة مستقبل أكثر إشراق قائم على المعرفة، والتمكين، والاستثمار في الإنسان السعودي.