الكشف عن أول ضحايا تحالف رونالدو وخيسوس في النصر

الكشف عن أول ضحايا تحالف رونالدو وخيسوس في النصر
  • آخر تحديث

قبل أسابيع قليلة من انطلاق أول اختبار حقيقي لنادي النصر في بطولة كأس السوبر السعودي، يعيش "العالمي" واحدة من أعنف مراحل التحول الجذري في تاريخه الحديث، إذ لم يعد الأمر يتعلق بمجرد استعدادات تقليدية لموسم جديد، بل بانقلاب شامل يعيد صياغة بنية الفريق من جذورها، تحت قيادة تحالف قوي يجمع بين المدرب البرتغالي جورج جيسوس والنجم الأسطوري كريستيانو رونالدو.

الكشف عن أول ضحايا تحالف رونالدو وخيسوس في النصر 

فيما يلي، نكشف تفاصيل هذا التحول الذي يتجاوز حدود الملاعب إلى عمق هوية النادي، من تغييرات تكتيكية ومصيرية، إلى تداعيات جماهيرية وسوق انتقالات مشتعل.

بداية الاضطرابات

في مركز حراسة المرمى، الذي لطالما اعتبر من النقاط الآمنة، بدأت ملامح القلق تظهر بوضوح.

الحارس الدولي نواف العقيدي لم يحسم بعد مصيره، حيث يشترط الحصول على ضمانات حقيقية ليكون الحارس الأساسي، بعد أدائه البارز في مواسم سابقة.

وفي المقابل، كانت التوجهات تشير إلى إعارة الحارس البرازيلي بينتو، ما يخلق فراغ محتمل في هذا المركز الحساس، ويزيد من الضغوط على الجهاز الفني مع اقتراب البطولات الرسمية.

قرارات نارية من جيسوس

في تطور مفاجئ، قرر المدرب جورج جيسوس استبعاد كل من أوتافيو، النجم البرتغالي، وإيميريك لابورت، المدافع الإسباني المخضرم، من معسكر الفريق الإعدادي، وذلك بعد أيام قليلة من انتقال المهاجم جون دوران إلى الدوري التركي.

هذه الخطوة لم تكن لأسباب فنية بحتة، بل جاءت تعبير واضح عن فلسفة جيسوس الصارمة: لا مكان في النصر إلا لمن يلتزم كليا بالمشروع الجديد.

هذا القرار فسر على أنه بداية "تطهير" داخلي يهدف لإعادة الانضباط وبناء فريق موحد الهوية، حتى لو تطلب ذلك التضحية بأسماء لامعة.

لابورت على أبواب الخروج

مغادرة لابورت باتت مسألة وقت، خاصة مع تلقيه عروض أوروبية رسمية.

أما أوتافيو، فقصته اتخذت منحى أكثر درامية، إذ دخل النادي الأهلي السعودي، أحد أبرز خصوم النصر في دوري روشن، في مفاوضات جادة لضمه، وسط مطالب اللاعب بالحصول على 15 مليون يورو مقابل الرحيل.

هذا التحرك قد يمنح النصر متنفس مالي ويخلصه من راتب ضخم، لكنه في الوقت نفسه، قد يغير موازين القوى داخل الدوري بشكل غير مسبوق.

محور السلطة الجديد

لفهم الجرأة التي ميزت قرارات المدرب، لا بد من العودة إلى العلاقة القوية التي نشأت بينه وبين كريستيانو رونالدو، القائد الملهم للفريق.

في تصريحاته الأولى، أكد جيسوس بوضوح: "لولا كريستيانو، لما جئت إلى هنا. أتيت لمساعدته على تحقيق الألقاب".

هذا التحالف لم يكن مجرد دعم معنوي، بل تحول إلى منصة تنفيذ للقرارات الجريئة التي تهدف لإعادة صياغة النصر وفق رؤية جيسوس رؤية ترتكز على الانضباط، والالتزام، والولاء التام للفريق.

بين البناء والتحطيم

وسط هذه التغييرات السريعة، يبرز السؤال الأكبر: هل يقود النصر خطة مدروسة لبناء فريق أكثر صلابة على المدى الطويل؟ أم أنه يغامر بموسمه ويقوض استقراره الفني؟

من المؤكد أن التخلص من عقود ضخمة سيخفف العبء المالي، ويتيح مرونة في سوق الانتقالات، لكن العثور على بدائل تملك نفس الكفاءة والخبرة في هذا التوقيت يبدو مهمة شبه مستحيلة، ما يجعل المجازفة كبيرة، وقد تكون لها نتائج مؤلمة على المدى القريب.

سباق مع الزمن

مع اقتراب رحيل أوتافيو ولابورت، وجون دوران الذي غادر بالفعل، تتسارع وتيرة البحث عن بدلاء من الطراز العالي، في ظل سوق انتقالات ضيقة ومتقلبة، الفريق بحاجة ماسة إلى:

  • حارس مرمى بمستوى دولي.
  • قلب دفاع يجيد التمرير والقيادة.
  • لاعب وسط يملك طاقة ونشاط يعوض غياب أوتافيو.
  • مهاجم حاسم يعوض خسارة دوران.

ورغم النجاح في ضم لاعبين محليين واعدين مثل نادر الشراري وعبدالملك الجابر، إلا أن الرؤية المستقبلية ما زالت غير مكتملة، بانتظار صفقات نوعية توازي الطموحات.

المدرج النصراوي بين دعم وحذر

في مشهد متوقع، انقسم جمهور النصر بين فئتين، الأولى ترى في قرارات جيسوس نقلة نوعية طال انتظارها، تعيد الانضباط للفريق، والثانية تشعر بالقلق من التغيير المفاجئ وتخشى أن يدفع الفريق ثمن رحيل عناصر الخبرة في اللحظات الحاسمة، خصوصًا مع اقتراب كأس السوبر السعودي.

هذا الانقسام انعكس بشكل جلي في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث باتت كل خطوة من الإدارة محط جدل ونقاش محتدم.

كلمة الفصل

في نهاية المطاف، لا يستعد النصر لمجرد خوض مباراة في بطولة محلية، بل يواجه منعطف استراتيجي حاسم.

الأيام القليلة المقبلة ستكون كفيلة بتحديد ما إذا كانت هذه الثورة ستحقق أهدافها المرجوة، أم ستتحول إلى زوبعة مؤقتة تخلف آثار سلبية يصعب تجاوزها.

كل الأنظار تتجه نحو كأس السوبر السعودي، ليس فقط كمباراة، بل كاختبار حقيقي لأول مرة على جدوى مشروع جيسوس وتحالفه مع كريستيانو، ولتحديد شكل النصر الجديد في موسم يحمل الكثير من الأسئلة وقليلا من الإجابات.