خطيئة جيسوس التي ابعدته عن الهلال ولم يتعلم منها إنزاجي

خطيئة جيسوس التي ابعدته عن الهلال ولم يتعلم منها إنزاجي
  • آخر تحديث

أثار قرار المدير الفني لنادي الهلال، الإيطالي سيموني إنزاجي، جدل واسع في الأوساط الرياضية بعد استبعاده أحد أبرز المواهب السعودية الصاعدة، اللاعب مصعب الجوير، من خططه للموسم الجديد، وذلك على خطى المدرب السابق جورجي جيسوس، الذي كان قد اتخذ توجه مشابه تجاه اللاعب.

خطيئة جيسوس التي ابعدته عن الهلال ولم يتعلم منها إنزاجي 

ورغم أن الجوير يعد أحد الوجوه الفنية اللامعة في خط الوسط الهجومي، ويتمتع بقدرات فنية متميزة ولمسات حاسمة في الثلث الأخير من الملعب، إلا أن الهلال قرر إتمام إجراءات انتقاله إلى نادي القادسية، في خطوة قد تثير العديد من علامات الاستفهام حول استراتيجية الفريق في التعامل مع مواهبه الشابة.

مشاركة محدودة وقرار حاسم

إنزاجي، الذي لم يحصل على فرصة كافية لمعاينة إمكانيات الجوير بشكل مفصل، اكتفى بمشاهدته في بطولة كأس العالم للأندية، حين شارك اللاعب كبديل في إحدى المباريات.

ورغم ضيق الوقت المتاح لتقييم شامل، إلا أن المدرب الإيطالي اتخذ قرار نهائي بعدم الاعتماد على اللاعب ضمن تشكيلته الأساسية أو حتى الاحتياطية، ما مهد الطريق أمام إدارة النادي لترتيب عملية انتقاله.

التاريخ يعيد نفسه

القرار الأخير يعيد للأذهان موقف المدرب السابق جورجي جيسوس، الذي أبدى هو الآخر تحفظ على إشراك الجوير ضمن قائمة الفريق، مفضل الاعتماد على عناصر أكثر خبرة في مركز صناعة اللعب وخط الوسط المتقدم.

وفي هذا السياق، يبدو أن إنزاجي يسير بنفس المسار، متشبث بخياراته المألوفة من لاعبين سبق أن تعامل معهم، وعلى رأسهم سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش، الذي دربه سابقا في لاتسيو، إلى جانب ناصر الدوسري، محمد كنو، وروبن نيفيز.

موهبة استثنائية لم تجد التقدير الكافي

رغم قرارات الجهاز الفني، إلا أن مصعب الجوير لا يزال يحظى بتقدير كبير من جانب النقاد والمحللين، الذين يرونه من أفضل المواهب السعودية في مركز صانع الألعاب.

وقد أظهر اللاعب مستويات متميزة خلال مشاركته في بطولة كأس الخليج (خليجي 26)، إذ تألق رغم التراجع العام لأداء المنتخب السعودي، وترك بصمة واضحة في صناعة اللعب.

كما قدّم الجوير موسم رائع خلال فترة إعارته السابقة إلى نادي الشباب، حيث كان له دور فعّال في تسجيل الأهداف وصناعتها، وبرز كأحد الحلول الفنية الناجعة في المباريات الصعبة، ما دفع بعض نجوم الكرة السعودية السابقين إلى ترشيحه للاحتراف في الدوريات الأوروبية.

مغادرة متوقعة وتعويض مؤجل

من المنتظر أن يعلن نادي الهلال رسميا عن انتقال الجوير إلى القادسية خلال الساعات المقبلة، لتطوى بذلك صفحة واعدة لموهبة شابة في صفوف الفريق الأول.

وتعول الإدارة الهلالية على أن تعوض هذا الرحيل من خلال الصفقات الصيفية المرتقبة، وسط طموحات بأن تضم تعزيزات هجومية بنفس المستوى أو أفضل.

إخفاقات الموسم الماضي تلقي بظلالها

رحيل الجوير يأتي في وقت لا يزال الهلال يعاني من تداعيات موسم سابق لم يُحقق فيه أي لقب، رغم بلوغه المراحل النهائية في أكثر من بطولة.

وقد تجلت معاناة الفريق خاصة في الجانب الهجومي مع إصابة ألكسندر ميتروفيتش وتراجع مستوى لاعبين مؤثرين مثل مالكوم، وافتقاد سالم الدوسري للتركيز في العديد من المواجهات.

وشهدت مباريات حساسة مثل الديربي والكلاسيكو عجز واضح في الحلول البديلة، ما انعكس على قدرة الفريق في حسم النتائج، وطرح تساؤلات حول جودة دكة البدلاء وتنوع الخيارات الفنية المتاحة للمدرب.

لماذا لم يمنح الجوير فرصة حقيقية؟

يرى كثير من المتابعين أن المراهنة على بقاء الجوير كعنصر بديل لم تكن مجدية، فاللاعب يمتلك مؤهلات فنية تجعله يرفض دور "البديل الدائم"، خاصة في ظل قدرته على صناعة الفارق وتغيير النتيجة في لحظات حرجة.

ومن غير المنطقي، بحسب النقاد، مقارنته بلاعبين يتمتعون بثقة المدرب دون أن يمنح هو فرصة عادلة لإثبات قدراته، ما يجعل قرار رحيله أمر منطقي من جهة اللاعب، وإن كان خسارة كبيرة للهلال من الناحية الفنية.

فقدان موهبة وطنية بقرار فني قد يعاد النظر فيه

قد يرى البعض أن قرار إنزاجي هو جزء من استراتيجية طويلة المدى لبناء فريق متماسك، لكنه في الوقت ذاته يثير القلق حول مستقبل المواهب السعودية في الأندية الكبرى، التي تفضل غالبا الأسماء الأجنبية أو العناصر ذات الخبرة.

وبينما يفتح مصعب الجوير صفحة جديدة مع نادي القادسية، يبقى السؤال: هل سيثبت نفسه مجددا كما فعل سابقا، ويجبر الهلال على إعادة التفكير؟

الزمن وحده كفيل بالإجابة، ولكن المؤكد أن اللاعب يمتلك كل ما يلزم ليعيد رسم مساره باحترافية، وربما تكون وجهته التالية أبعد من الملاعب المحلية.