المسند يوضح كيف يبدأ التسونامي وما هي المناطق المعرضة له أكثر من غيرها والمناطق الاكثر أماناً

المسند يوضح كيف يبدأ التسونامي
  • آخر تحديث

تعد ظاهرة "تسونامي" من أعنف الكوارث الطبيعية وأكثرها دمار على السواحل والمناطق الساحلية حول العالم، هذه الأمواج العاتية لا تنشأ من فراغ، بل تكون نتيجة تفاعلات جيولوجية معقدة في قاع المحيطات والبحار، وغالبا ما تضرب بشراسة غير متوقعة.

المسند يوضح كيف يبدأ التسونامي

الدكتور عبدالله المسند، أستاذ المناخ والباحث في الطقس والفلك، قدم توضيح علمي وافي حول هذه الظاهرة الفريدة من نوعها، مستعرض أصل المصطلح وأسباب حدوث التسونامي والعلامات التحذيرية المرافقة له.

أصل التسمية

يرجع مصطلح "تسونامي" إلى اللغة اليابانية، وهو مكون من مقطعين هما: "تسو" وتعني الميناء، و"نامي" وتعني موجة، ليصبح المعنى الكامل: "أمواج الميناء".

جاءت هذه التسمية لأن الأمواج العاتية الناتجة عن هذه الظاهرة عادة ما تضرب بقوة مدمّرة عند دخولها إلى المرافئ والموانئ اليابانية، مما جعل الاسم يلتصق بهذه الكارثة الطبيعية عالميا، رغم اختلاف اللغات والثقافات.

كيف يتكوّن التسونامي؟

بحسب الدكتور المسند، فإن التسونامي لا يحدث نتيجة اضطرابات سطحية في المياه، بل يعود إلى أحداث جيولوجية عميقة ومعقدة تقع في قاع البحار والمحيطات، وتتمثل أبرز هذه الأسباب في:

  • الزلازل البحرية العنيفة: تعتبر الزلازل التي تحدث أسفل قاع البحر من أبرز مسببات التسونامي، خاصة عندما تؤدي إلى اهتزاز عمودي مفاجئ قد يتجاوز ارتفاعه عدة أمتار.
  • الانفجارات البركانية تحت سطح الماء: يمكن أن تؤدي إلى تحولات ضخمة في شكل قاع البحر، مما يسبب اندفاع كميات كبيرة من المياه بشكل مفاجئ.
  • الانزلاقات الأرضية المغمورة بالماء: سواء كانت ناتجة عن النشاط الزلزالي أو بسبب عوامل جيولوجية أخرى، فإن هذه الانهيارات تؤدي أيضا إلى دفع كتل هائلة من الماء، فتتشكل موجات تسونامي.

الخصائص الفيزيائية للموجات

عند بداية تشكلها، تتحرك موجات التسونامي في أعماق البحار بسرعة قد تتجاوز 800 كيلومتر في الساعة، وهي سرعة تعادل تقريبا سرعة طائرة ركاب نفاثة.

في هذه المرحلة، تكون الموجات غير مرئية تقريبا، لكونها تنتقل تحت السطح بارتفاع بسيط نسبيا.

لكن مع اقتراب الموجات من المياه الضحلة والسواحل، تبدأ في فقدان سرعتها تدريجي، في حين يرتفع منسوبها بشكل ضخم، وقد يتحول الموج إلى جدار مائي شاهق يندفع بقوة ساحقة نحو اليابسة، محدث دمار شامل في طريقه.

علامات تحذيرية تسبق الكارثة

من أخطر جوانب التسونامي هو عنصر المفاجأة، إلا أن هناك علامة محددة يمكن أن تنذر بقرب وصوله، كما يحذر الدكتور المسند:

عند ملاحظة هذا التغير، يجب إخلاء المنطقة الساحلية فورا والتوجه إلى مناطق مرتفعة حفاظًا على الأرواح.

ليس موجة واحدة فقط

من المفاهيم الخاطئة الشائعة أن التسونامي يتكوّن من موجة واحدة ضخمة فقط، الحقيقة، كما يوضحها الدكتور المسند، هي أن:

"التسونامي يتكون من سلسلة من الموجات المتتابعة، وقد تستمر لفترة تتراوح بين دقائق إلى ساعات، وغالبا ما تكون الموجة الثانية أو الثالثة هي الأكثر تدمير، وليس الأولى كما يعتقد."

هذا السلوك المتكرر يجعل من الصعب تحديد نهاية الحدث، ويزيد من خطورته على الفرق الإنقاذية والسكان الذين قد يظنون أن الكارثة قد انتهت بعد أول موجة.

التسونامي في ميزان العلم والتحذير المبكر

مع التقدم العلمي والتقني، أصبحت هناك منظومات رصد مبكر للتسونامي تعتمد على الأقمار الصناعية وأجهزة الاستشعار البحرية التي تتابع النشاط الزلزالي والضغط المائي.

ومع ذلك، فإن التحذير البشري في بعض الحالات، كما هو الحال مع علامة انحسار الماء، لا يزال يلعب دور رئيسي في إنقاذ الأرواح.

ضرورة الوعي والاستعداد

يبقى التسونامي من الظواهر النادرة لكنها بالغة الخطورة، حيث يمكن لموجة واحدة أن تدمر مدن بأكملها في دقائق.

وتكمن الحماية الحقيقية في الوعي المجتمعي والاستعداد المبكر، وهو ما يؤكده الدكتور عبدالله المسند من خلال تسليطه الضوء على العوامل المرتبطة بحدوث التسونامي والعلامات التي قد تسبق وقوعه.

الطبيعة لا تخطئ، لكنها لا تحذرنا بالكلمات، لذلك، فإن فهم الظواهر الطبيعية والتعامل معها بعقلانية ومسؤولية هو السبيل الأمثل للنجاة من أخطارها.