طريقة بسيطة لتبريد منزلك وتوفير استهلاك المكيف

طريقة بسيطة لتبريد منزلك وتوفير استهلاك المكيف
  • آخر تحديث

مع الارتفاع المتسارع في درجات الحرارة حول العالم، أصبح مكيف الهواء جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية، ووسيلة لا غنى عنها لمواجهة الصيف القائظ في المنازل والمكاتب على حد سواء. ومع ذلك، يبرز تحدي جديد يواجه معظم الأسر: كيف يمكن الاستفادة من التكييف بأقصى قدر من الراحة، دون الوقوع في فخ فواتير الكهرباء الباهظة؟

طريقة بسيطة لتبريد منزلك وتوفير استهلاك المكيف 

الإجابة تكمن في الاستخدام الذكي للأجهزة، وفهم الأساليب الصحيحة التي يمكن من خلالها تقليل استهلاك الطاقة دون التنازل عن الراحة، وفي هذا السياق، يقدم الخبراء مجموعة من النصائح الهامة والملاحظات التي قد تغيّر من طريقة تعاملنا مع أجهزة التبريد.

مفاهيم خاطئة في التعامل مع التكييف

في كثير من الأحيان، يقع المستخدمون ضحية معلومات مغلوطة حول كيفية استخدام التكييف بطريقة فعالة.

ومن أبرز هذه المفاهيم، الاعتقاد بأن خفض درجة الحرارة إلى 18 أو 20 مئوية سيؤدي إلى تبريد أسرع.

الحقيقة أن معظم الأجهزة الحديثة تعمل بنفس الوتيرة تقريبا مهما كانت درجة الحرارة التي يتم ضبطها.

لكن الخطورة تكمن في أن الفارق الكبير بين درجة الحرارة المطلوبة ودرجة الحرارة الخارجية يدفع الجهاز لبذل جهد أكبر، مما يؤدي إلى زيادة واضحة في استهلاك الكهرباء، وهذا ما يجعل من الضروري إعادة النظر في كيفية ضبط درجات الحرارة.

الدرجة المثالية لتشغيل التكييف

يشير المختصون إلى أن أفضل درجة حرارة يمكن ضبط المكيف عليها تتراوح بين 24 و26 درجة مئوية.

فهذه الدرجة تعد مثالية لتحقيق التوازن المطلوب بين الراحة الحرارية وتوفير الطاقة، كما أن المحافظة على هذه الدرجة تقلل من الضغط على الضاغط الداخلي، وتطيل من عمر الجهاز.

تشغيل مستمر أم متقطع؟

من التصرفات الشائعة إيقاف تشغيل مكيف الهواء عند مغادرة الغرفة، ظنّ أن ذلك يوفر في استهلاك الكهرباء.

إلا أن الواقع يشير إلى العكس، إذ يستهلك المكيف كميات أكبر من الطاقة عند بدء التشغيل مقارنة بتشغيله باستمرار على درجة منخفضة.

ولذلك، إذا كانت فترة الخروج قصيرة، يفضل إبقاء المكيف يعمل بدرجة معتدلة بدلا من إيقافه ثم تشغيله من جديد، فبهذا الأسلوب تحافظ على برودة المكان وتقلل من الاستهلاك غير الضروري للطاقة.

حجم المكيف ضرورة لا رفاهية

اختيار الجهاز المناسب لمساحة الغرفة هو عامل جوهري لا يمكن تجاهله، فالحصول على مكيف أكبر من الحاجة لا يعني بالضرورة أداء أفضل، بل قد يؤدي إلى نتائج عكسية.

فالجهاز ذو السعة الزائدة يبرد الهواء بسرعة، لكنه لا يعمل بالمدة الكافية لسحب الرطوبة أو توزيع البرودة بالتساوي، مما يجعل الجو غير مريح ويزيد من استهلاك الكهرباء دون داعي.

من جهة أخرى، المكيف الصغير بالنسبة لمساحة الغرفة سيعمل بكامل طاقته لفترات طويلة دون الوصول إلى درجة التبريد المطلوبة، وهو ما يؤثر أيضا سلبا على فاتورة الكهرباء وعمر الجهاز.

التكييف لا ينقي الهواء ولا يعالج الروائح

من الأخطاء الشائعة الاعتقاد بأن التكييف يقوم بتنقية الهواء أو إزالة الروائح الكريهة.

في الواقع، المكيف مصمم لتبريد الهواء فقط، وليس لمعالجته أو تنقيته. بل إن تشغيله في بيئة تحتوي على روائح غير مرغوبة قد يساهم في نشر هذه الروائح في أرجاء المكان بدلا من التخلص منها.

ولهذا، من المهم التأكد من نظافة المكان، واستخدام أجهزة مخصصة لتنقية الهواء أو معالجة الروائح، مثل أجهزة الفلترة أو البخور أو مزيلات الروائح المعتمدة، لتكمل دور التكييف دون أن تثقله بما ليس من اختصاصه.

كل درجة حرارة تحدث فرق حقيقي في فاتورتك

قد يبدو الفرق بين 22 و25 درجة مئوية ضئيل، لكنه في الواقع يؤثر بشكل مباشر في استهلاك الطاقة.

فكل درجة تقل عن المعدل المثالي تعني زيادة واضحة في الجهد الذي يبذله الجهاز، وبالتالي ارتفاع ملحوظ في قيمة فاتورة الكهرباء.

تعتبر درجة حرارة 25 مئوية نقطة التوازن الأفضل، خاصة في الأيام الحارة التي تشهد ارتفاع في درجات الحرارة الخارجية، إذ يقل الفارق بين الداخل والخارج، ما يؤدي إلى تقليل الضغط على الضاغط، ويعزز الكفاءة التشغيلية للجهاز.

نصائح مهمة لتوفير الطاقة والحد من استهلاك الكهرباء

يمكنك تقليل تكلفة استهلاك التكييف عبر مجموعة من الخطوات البسيطة التي تحقق نتائج كبيرة على المدى الطويل، منها:

  • ضبط التكييف على درجة حرارة بين 24 و26 مئوية لتحقيق التوازن المثالي.
  • تجنّب تشغيل وإيقاف الجهاز بشكل متكرر، خصوصا عند الخروج لفترات قصيرة.
  • تأمين العزل الجيد للنوافذ والأبواب لمنع تسرب الهواء الساخن إلى الداخل.
  • تنظيف الفلاتر بشكل دوري للحفاظ على كفاءة التبريد وتقليل الحمل على الجهاز.
  • استخدام المراوح الكهربائية كمكمل لدعم توزيع الهواء داخل الغرف.

التكييف بين الضرورة والعقلانية

في ظل التغيرات المناخية، بات الاعتماد على أجهزة التبريد واقع لا مفر منه، ولم يعد المكيف مجرد وسيلة رفاهية، بل ضرورة حياتية في كثير من البيئات.

غير أن التعامل الذكي مع هذه الأجهزة، وفهم سلوك استهلاك الطاقة، أصبح أمرًا بالغ الأهمية لضمان استخدام مستدام.

وبينما لا يمكن الاستغناء عن التكييف في الصيف الحار، يمكننا حتما التحكم في الطريقة التي نستخدمه بها، حتى نحظى بصيف مريح، ومنازل باردة، وفواتير كهرباء أقل وطأة.