الموارد البشرية تعلن عن سعودة هذا القطاع بنسبة 100% وتكشف عن مصير المقيمين العاملين فيه وعائلاتهم

الموارد البشرية تعلن عن سعودة هذا القطاع بنسبة 100%
  • آخر تحديث

في خطوة وصفت بالتاريخية، أعلنت المملكة العربية السعودية عن قرار غير مسبوق يقضي بتحقيق نسبة 100% من التوطين في وظائف قطاع التشغيل والصيانة ضمن القطاعات الحكومية. ويعد هذا القرار علامة فارقة في سياسات التوظيف الحكومية، ويمثل نقلة نوعية في مساعي الدولة لتمكين الكوادر الوطنية وتعزيز مشاركتها الفاعلة في مفاصل العمل المؤسسي.

الموارد البشرية تعلن عن سعودة هذا القطاع بنسبة 100% 

ويأتي هذا التوجه في إطار سعي الحكومة لإعادة هيكلة سوق العمل بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، من خلال تعظيم الاستفادة من العنصر البشري السعودي وتوجيه السياسات التشغيلية نحو دعم وتأهيل الشباب الوطني لقيادة مشاريع الدولة في مختلف المجالات الفنية والإدارية والهندسية.

مستويات التوطين المستهدفة

ينطلق القرار من رؤية واضحة لتوزيع التوطين بشكل دقيق ومنظم على مختلف المستويات الوظيفية، وذلك على النحو الآتي:

  • أولا: الإدارة العليا – توطين كامل بنسبة 100%
    • يستهدف القرار أن تكون القيادة العليا في قطاع التشغيل والصيانة حكومية بالكامل، وذلك لضمان وجود إدارة وطنية تدير المشاريع، وترسم السياسات، وتشرف على تنفيذها بما يتماشى مع المعايير المهنية والشفافية المؤسسية.
  • ثانيا: المستوى الهندسي – رفع نسبة التوطين من 30% إلى 40%
    • في المجال الهندسي، تم تحديد هدف مرحلي يقضي برفع نسبة التوطين من 30% إلى 40%، مما يعكس اهتمام خاص ببناء جيل جديد من المهندسين السعوديين المؤهلين، القادرين على الإشراف الفني والميداني على العمليات التشغيلية والصيانة بجميع أنواعها.
  • ثالثا: المستوى الإشرافي – توطين كامل بنسبة 100%
    • أما في المناصب الإشرافية التي تمثل همزة الوصل بين الإدارة العليا والفرق التنفيذية، فتم التأكيد على تحقيق التوطين الكامل بنسبة 100%، لضمان تطبيق الجودة ومراقبة الأداء وفق معايير وطنية واضحة، وتعزيز مفاهيم النزاهة والمسؤولية المؤسسية داخل المشاريع الحكومية.

رؤية المملكة 2030

يندرج هذا القرار ضمن سلسلة من الخطوات والإصلاحات العميقة التي تهدف إلى إعادة توجيه الاقتصاد السعودي نحو الاعتماد على الكفاءات المحلية، وتعزيز الاستدامة من خلال تطوير رأس المال البشري الوطني، وتأتي الخطوة ضمن التوجه الأشمل لتحقيق رؤية المملكة 2030، والتي تتضمن عدة أهداف رئيسية:

  • تعزيز مشاركة السعوديين في القطاعات الحيوية، لا سيما تلك المرتبطة بالبنية التحتية والصيانة والتشغيل.
  • بناء قاعدة وطنية من الخبرات الهندسية والفنية، تسهم في تقليل الاعتماد على الأيدي العاملة الوافدة.
  • خلق بيئة عمل محفزة للشباب السعودي، وتشجيعهم على الانخراط في المجالات التقنية.
  • الاستثمار في الإنسان السعودي باعتباره المحرك الأول لتحقيق التنمية المستدامة طويلة الأمد.

تحولات كبرى متوقعة في سوق العمل المحلي

يتفق الخبراء على أن هذا القرار سيحدث أثر واسع النطاق على سوق العمل السعودي، سواء من ناحية توفير فرص جديدة أو من حيث تنمية المهارات وتعزيز كفاءة الكوادر المحلية. ومن أبرز التأثيرات المنتظرة:

  • خلق فرص وظيفية جديدة
    • سيسهم القرار في فتح آلاف الوظائف للمواطنين في القطاعات التشغيلية والفنية، لا سيما في الوظائف القيادية والإشرافية، ما يساهم في تخفيض معدلات البطالة وزيادة مشاركة المواطنين في سوق العمل الفعلي.
  • نقل المعرفة والخبرة إلى الداخل
    • مع دخول أعداد أكبر من السعوديين إلى ميادين العمل التقني، ستتاح فرصة حقيقية لتوطين الخبرات والمعرفة الفنية داخل المملكة، وتطوير منظومة تشغيل وطنية تتمتع بالكفاءة والاستدامة.
  • تحفيز القطاع التعليمي نحو التخصصات التقنية
    • سيؤدي الطلب المتزايد على الكفاءات المحلية في مجالات الصيانة والتشغيل إلى زيادة الإقبال على التخصصات الهندسية والتقنية، ما سيدفع بالمؤسسات التعليمية إلى تحديث برامجها بما يتوافق مع متطلبات السوق المتغيرة.

إرشادات عملية للشباب السعودي لاستثمار الفرصة

في ضوء هذا القرار، ينصح الشباب السعودي باتباع مجموعة من الخطوات المدروسة لضمان الاستفادة القصوى من التحول الجاري في سوق العمل:

  • اختيار التخصصات ذات الصلة بقطاع التشغيل والصيانة، سواء في الجامعات أو المعاهد الفنية.
  • الانخراط في برامج التدريب الحكومي والتقني التي تقدمها الجهات الرسمية لتأهيل الشباب وفق احتياجات السوق.
  • التركيز على تنمية المهارات القيادية والإدارية، خاصة لمن يتطلعون لتولي مناصب إشرافية أو إدارية عليا.
  • مواكبة التطورات التقنية الحديثة والاطلاع المستمر على الأدوات والممارسات العالمية في مجالات التشغيل والصيانة.

انطلاقة جديدة لسوق العمل السعودي يقودها الإنسان الوطني

يمثل قرار التوطين الكامل لقطاع التشغيل والصيانة في الجهات الحكومية نقلة نوعية في استراتيجية التنمية البشرية بالمملكة، ويعكس التزام القيادة السعودية بتعزيز مشاركة المواطن في مواقع صنع القرار والإنتاج والتنفيذ.

ومع استمرار الإصلاحات وتكثيف الاستثمار في الكفاءات الوطنية، فإن المملكة تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق اقتصاد متين قائم على السواعد السعودية، قادر على المنافسة إقليمي ودولي، معتمد على أبناء الوطن الذين أصبحوا في قلب كل مشروع ونهضة وتحول.