4 مكونات أساسية للعطور المركبة في السعودية قد تسبب العقم والسرطان وخبير عطور يوضح سبب استخدامها بكثرة

4 مكونات أساسية للعطور المركبة في السعودية قد تسبب العقم والسرطان
  • آخر تحديث

في ظل انتشار ثقافة اقتناء العطور كرمز للترف والأناقة، تدق الكاتبة الصحفية وفاء الرشيد ناقوس الخطر محذرة من ظاهرة تتفشى في الأسواق السعودية، وهي بيع العطور المركبة يدويًا دون رقابة أو تراخيص، والتي وصفتها بأنها "قنابل مرضية صامتة" تهدد الصحة العامة على المدى القريب والبعيد.

4 مكونات أساسية للعطور المركبة في السعودية قد تسبب العقم والسرطان 

في هذا التقرير التحليلي، نستعرض تحذيراتها وتفاصيل المكونات السامة التي تحتويها تلك العطور، إلى جانب مطالباتها بإجراءات صارمة لضبط هذا القطاع العشوائي.

عطور تباع بلا حسيب ولا رقيب

تقول وفاء الرشيد في مقالها المنشور بصحيفة عكاظ تحت عنوان "العطور المركبة قنابل عطرية على الرفوف": رغم أن العطر لطالما ارتبط بالفخامة والنظافة الشخصية، إلا أن الواقع في الأسواق السعودية خصوصا في العاصمة الرياض أصبح مثير للقلق، فقد انتشرت محال ومواقع بيع لعطور مركبة يدوي تباع في المولات والأسواق الشعبية، لا تخضع لأي رقابة صحية أو تراخيص مهنية لتركيب العطور، الأمر الأخطر أن هذه المهنة أصبحت مأوى لمن لا مهنة له، حيث تركب هذه المواد في أماكن مجهولة، وبأيدي غير مؤهلة، وفي ظروف صحية تفتقر إلى أبسط المعايير.

وصف قاتم للمكونات الخطيرة

ترفع الكاتبة الستار عن الكارثة الحقيقية الكامنة في زجاجات العطور المركبة، حيث تشرح أن هناك أربعة مكونات رئيسية خطيرة تستخدم في تركيب هذه العطور دون وعي بخطورتها أو التحقق من سلامتها، وهي:

  • أولا: الفثالات
    • تستعمل لتثبيت الرائحة في العطور، لكنها معروفة بقدرتها على تعطيل عمل الهرمونات.
    • هذه المادة ترتبط مباشرة بتقليل الخصوبة وقد تسبب العقم.
    • كما أن خطورتها تكمن في أنها تمتص عبر الجلد لتدخل مباشرة إلى مجرى الدم، ما يجعل تأثيرها سريعا وتراكميا.
  • ثانيا: المسك الصناعي
    • يستخدم كبديل زهيد الثمن للمسك الطبيعي، لكنه يحمل في طياته خطر كبير، إذ يتضمن مركبات تتراكم في أنسجة الجسم، وبعض أنواعه مصنف كمادة مسرطنة، إضافة إلى تأثيره السلبي على الغدد الصماء.
  • ثالثا: الفورمالديهايد
    • هذه المادة تستخدم كمادة حافظة في صناعة العطور، لكنها تعد من المواد المسرطنة المعترف بها عالميا.
    • وقد تؤدي إلى تهيج الجلد، اضطرابات تنفسية، وتفاقم حالات الربو، كما أنها تشكل خطر عند استنشاقها لفترات طويلة.
  • رابعا: البنزين
    • يعطي رائحة محببة للبعض، لكنه في الحقيقة من أخطر المواد المسرطنة، ويزيد من خطر الإصابة بـ سرطان الدم (اللوكيميا)، بالإضافة إلى تأثيره الخطير على الجهاز التنفسي.

مطالب عاجلة لضبط هذا السوق المتهالك

في ظل غياب الرقابة ووضوح حجم الخطر، تدعو الكاتبة الجهات المعنية، من وزارات التجارة والصحة والموارد البشرية، إلى ضرورة التحرك العاجل وتنفيذ إجراءات ثلاثية لحماية المجتمع، وهي:

  • إلزام كل عبوة عطر بلصق ترخيص رسمي
    • يجب أن تتضمن زجاجة العطر المركب ملصق رسمي يحتوي على كافة المعلومات مثل مكونات العطر، مصدر الكحول، تاريخ الإنتاج والانتهاء، واسم الفني المسؤول.
    • ذلك يضمن الشفافية ويكشف للمستهلك مصدر ما يستخدمه.
  • سن كود مهني لمهنة «فني تركيب العطور»
    • ينبغي تفعيل نظام مهني وترخيصي واضح يمنع مزاولة هذه المهنة لمن لا يحمل شهادة أو تأهيل مهني معتمد، بما يحفظ جودة العمل وسلامة المستهلك.
  • ملاحقة المحال والمصانع المخالفة
    • يجب عدم التساهل مع أي جهة تقوم بتركيب وبيع العطور دون ترخيص أو إشراف صحي وتجاري، وذلك من خلال حملات رقابية ميدانية صارمة على مدار العام.

عطر بسعر زهيد لكن بثمن صحي باهظ!

تحذر الرشيد من الانخداع بالإعلانات الترويجية التي تعرض عطور تحمل وصف "فاخر" بأسعار زهيدة، مشيرة إلى أن ما يباع في الواقع ما هو إلا خليط سام يؤذي الصحة بشكل تراكمي، فقد لا تظهر الأعراض بسرعة، لكن التأثير المستمر سيؤدي حتما إلى أضرار جسيمة على المدى الطويل، وتختم بعبارة مؤثرة: "رائحة الخطر لا تشم لكنها تدمر بصمت."

العطر قد يجملك أو يدمرك

لم تعد مسألة اختيار العطر مجرد ذوق شخصي، بل أصبحت قرار صحي بامتياز، ففي ظل غياب الرقابة، قد تتحول زجاجة العطر إلى قنبلة كيميائية صغيرة تحمل في طياتها مواد مسرطنة وملوثات هرمونية وسموم تنفسية.

الواجب الآن أن تتحرك الجهات المختصة بجدية، ويجب على المستهلك أن يكون أكثر وعي في قراراته الشرائية، فالصحة لا تعوض بعطر جميل أو سعر مغرٍ.