شروط جديدة لشحن السمن والعسل في مطارات السعودية والبداية من مطار أبها

شروط جديدة لشحن السمن والعسل في مطارات السعودية
  • آخر تحديث

في إطار الجهود المستمرة لتعزيز حضور المنتجات الوطنية ودعم التراث المحلي الذي تشتهر به منطقة عسير، تم اعتماد آلية جديدة تتيح نقل منتجات السمن البلدي والعسل الطبيعي عبر مطار أبها الدولي ضمن الأمتعة الموزونة للمسافرين.

شروط جديدة لشحن السمن والعسل في مطارات السعودية 

تأتي هذه المبادرة ضمن خطة استراتيجية شاملة، تهدف إلى تمكين أصحاب المنتجات التراثية من الوصول إلى أسواق جديدة داخل المملكة وخارجها، من خلال تسهيل إجراءات النقل والشحن الجوي.

تعاون مؤسسي يعكس توجه تنموي شامل

تم تنفيذ هذه الخطوة بالتعاون بين هيئة تطوير منطقة عسير وتجمع المطارات الجنوبي الثاني، وبالشراكة مع الشركة المشغلة لمطار أبها الدولي.

وقد جاءت المبادرة استجابة لتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز، أمير منطقة عسير ورئيس الهيئة، وبدعم مباشر من معالي رئيس الهيئة العامة للطيران المدني عبدالعزيز بن عبدالله الدعيلج.

هذا التكامل المؤسسي يعكس توجه تنموي واضح نحو دعم الاقتصاد المحلي من خلال آليات عمل واقعية وعملية، ترتبط مباشرة بحاجة المنتجين وأصحاب المشروعات الصغيرة والأسر المنتجة في المنطقة.

السمن والعسل رمزان للهوية العسيرية وموروث يستحق الاحتفاء

تعرف منطقة عسير منذ عقود طويلة بمنتجاتها المتميزة من السمن البلدي والعسل الطبيعي، حيث يعدان من أبرز رموز الموروث الغذائي للمنطقة.

يمتاز السمن العسيري بمذاقه الفريد وجودته العالية، فيما يعتبر العسل الجبلي المستخرج من أودية عسير واحد من أنقى وأغلى أنواع العسل على مستوى المملكة العربية السعودية.

ولا يقتصر الأمر على الطابع الغذائي، بل يمتد إلى القيمة التراثية والثقافية لهذه المنتجات، والتي تمثل مظهرًا أصيلًا من مظاهر الحياة الجبلية والريفية في جنوب المملكة.

دعم الأسر المنتجة والمزارعين ورواد الأعمال

تشكل هذه المبادرة دفعة قوية للمزارعين والعاملين في قطاع إنتاج السمن والعسل، كما تسهم في تحفيز الأسر المنتجة ورواد الأعمال المحليين على تطوير منتجاتهم وزيادة حجم إنتاجهم.

تعتبر هذه الفئة المحرك الأساسي للقطاع التراثي الغذائي، وقد لعبت دور محوري في الحفاظ على جودة المنتجات وتنوعها، وبدعم الخدمات اللوجستية، أصبحت لديهم فرصة واقعية لتوسيع أسواقهم ومضاعفة عوائدهم.

تعزيز اللوجستيات في منطقة عسير

هذه الخطوة ليست منفصلة عن استراتيجية أوسع تتبناها الجهات الرسمية في عسير، والتي تهدف إلى رفع كفاءة البنية اللوجستية وتسهيل حركة البضائع والمنتجات ذات الطابع المحلي.

وقد بدأ تنفيذ عدد من المبادرات المماثلة في قطاعات متنوعة بهدف تكامل الخدمات بين ما هو إنتاجي وسياحي وثقافي، ما يسهم في بناء اقتصاد متوازن ومستدام في المنطقة.

السياحة والإنتاج

تشهد عسير تطور ملحوظ في القطاع السياحي، لاسيما خلال مواسم الاصطياف والمهرجانات الثقافية.

وتأتي هذه المبادرة لتخدم التوجه العام نحو ربط المنتج المحلي بالسياحة، بحيث يتمكن الزوار من شراء منتجات عسير التراثية وشحنها بسهولة إلى وجهاتهم، مما يرسخ حضور المنتجات العسيرية على مستوى المملكة ويزيد من معدلات الطلب عليها.

فتح أسواق جديدة وتعزيز التنافسية

من المتوقع أن تؤدي هذه التسهيلات إلى توسعة أسواق منتجات عسير إلى خارج النطاق الجغرافي التقليدي، لتشمل مناطق جديدة داخل المملكة وحتى خارجها عبر الرحلات الجوية.

هذا التوسع لا يسهم فقط في زيادة الطلب وتحسين دخل المنتجين، بل يعزز من قدرة منطقة عسير على المنافسة ضمن منظومة الاقتصاد الوطني، ويمنحها مكانة بارزة كوجهة متكاملة تجمع بين الطبيعة، الإنتاج، والثقافة.

استثمار واعٍ في التراث والمستقبل

الخطوة المتخذة بشحن السمن والعسل عبر مطار أبها تمثل نموذج رائد في التكامل بين البنية التحتية والموروث المحلي، وتؤكد أن الحفاظ على الهوية التراثية لا يتعارض مع التنمية الحديثة، بل يمكن أن يكون محفز لها.

هذا النوع من المبادرات يعد دعامة قوية لبناء مستقبل تنموي يرتكز على الأصالة، ويمنح المجتمعات المحلية دور فاعل في رسم معالم اقتصاد مستدام متجذر في أرضه، ومنفتح على العالم.